كتب : عماد العذري
بالرغم من كونه أنجح الأعوام في تاريخ الصناعة الهوليوودية ، إلا أنه
لم يكن عاماً هوليوودياً بالمرة بالنسبة لي ، على خلاف أعوامٍ اخرى جادت علينا
هوليوود بأعمال أكثر تكاملاً و عظمة ، نخبة الانتاجات الهوليوودية هذا العام كانت
دون الإمتياز بالنسبة لي ، لكن الأمر لم يتوقف هنا ، كانت السينما اللاهوليوودية بالمقابل
عظيمةً بالفعل هذا العام ، حتى قياساً لمستواها الاعتيادي كل عام ، هذا يجعل هذه القائمة
مختلفةً عن العادة.
مع ذلك لم تكن هوليوود سيئةً أو مبتذلة ، جزء كبير من أفلامها المهمة التي لم أضعها في
قائمتي كانت أفلاماً معمولةً و تستحق المشاهدة و هي أعمالٌ كثيرةٌ ، كما أن عدداً
لا بأس به من الأفلام التي أتت من خارج هوليوود كان متواضع المستوى بالرغم من ترشيح بعضه للأوسكار أو تواجده في
المسابقات الرسمية للمهرجانات الكبرى ، و على خلاف أعوامٍ خلت في العقد الماضي كان
عام 2012 عاماً رسومياً رديئاً ، سواءً على مستوى الحكاية أو على مستوى التجديد
البصري أو حتى على مستوى القيمة الكلية للعمل ، أترككم هنا مع قائمتي السنوية
لأفضل أفلام العام .
افلام مهمة :
Les Misérables ، Bernie ، Wreck-it Ralph ، Argo ، Skyfall ، Lincoln ، Lore ، The Perks of Being a
Wallflower ، Sister ، Blancanieves
أفلام كادت تكون في القائمة :
Django Unchained ، Rhino Season ، The Master
أفضل 10 أفلام لعام 2012
10
ربما المرة الأخيرة التي وجدت فيها فيلماً روسياً في قائمتي تعود لعام
2003 ، بالرغم من أن أليكساندر سوكوروف قدم فيلمين مهمين عامي 2005 و 2007 ، فيلم 2003 كان The Return من أندريه زفياغينتسيف ، و هو هنا يعود مجدداً في فيلمه الثالث Elena ، مارس فيه ذات الطقوس التي راقتني في The Return ، النهج
الذي سار عليه في التأسيس الهاديء و الذكي لشخصياته و كيف استطاع توليف ذلك من أجل
الدفع بالحكاية الى الركن الهيتشكوكي فيها ، فعل ذلك بإمتياز في The Return و أعاد
ذلك بنجاح في Elena ، أقدّره
كثيراً على هذا المستوى خصوصاً و أن ذلك التأسيس و التوليف كان قيمة الفيلم
الحقيقية في مشاهدتي الثانية له ، فيلمٌ ممتاز عن الإنسان ، ذلك النوع العادي و
البسيط منه ، عن رغباته ، و عن المسوغات التي يخلقها لنفسه بدافعٍ من غريزته ،
ربما تلك البدائية الأزلية منها ، و عن الطريقة التي يجد نفسه فيها مدفوعاً
برغباته تلك ، و عن المبررات عندما تتفوق على العواقب ، معضلةٌ أخلاقية ، و بناءٌ
عظيم ، و إيقاعٌ مدروس ، و أداءٌ من أفضل ما شاهدت هذا العام ، هذا يبدو كافياً
بالنسبة لي لوضعه في هذه القائمة .
9
في مشاهدتي الأولى للفيلم لم يراودني الشعور بأن هذا الفيلم يمكن أن
يعيش ، تبدو التجربة بحد ذاتها طاغيةً جداً على قيمة العمل في البداية ، ثم وجدت
نفسي اعيد مشاهدته بذات المتعة ، ثم وجدت نفسي أعيد مقطوعاتٍ معينةً منه من حينٍ
لآخر ، هذه تجربةٌ لا نشاهدها كل يوم ، وقيمة التجربة بحد ذاتها و طريقة تقديمها
كفيلٌ بجعل الفيلم بين نخبة ما شاهدت عام 2012 ، في عمق الإختيار أجد عملاً كهذا يستحق
فعلاً ان يكون واحداً من افضل أفلام العام ، المتاهة التي تقدّمها بعض الأفلام بين
الحقيقي و المزيف و بين الواقع و ما وراء الواقع يقدمها الأخوان تافياني حقيقيةً هذه المرة ، يتجاوزان حدود السينما في ذلك ، الطريقة التي
يزاوجان بها السينما و المسرح و التوثيق في هذا الفيلم مبهرة ، الفيلم يتجاوز
بكثير الحقيقة التي يخبرنا بها في ختامه عن هوية أولئك المؤدين ، هو بالعكس يجعل
هذه النقطة بالذات دافعاً قوياً يضرب في عمق قيمته في المشاهدة الثانية ، و يستثمر
متوازية الوجوه و الأقنعة التي يقوم عليها في خلق قيمةٍ و مضمونٍ عظيمٍ للتجربة
التي يقوم بها ، واحدٌ من أفضل انتاجات العام و أكثرها عمقاً و ذكاءً .
8
عبقريةٌ سرديةٌ يقدمها واحدٌ من أفضل نصوص العام ، ليس على مستوى شكل
السرد ، بل على مستوى مضمونه و مبرره ، فيلمٌ برتغاليٌ رائع من ميغيل غوميز لا يقدم لنا حكايةً جديدةً أو فريدة ، لكن آليته السردية تمنحه غنى
لا يمكن تخيله خصوصاً و أنها تستثمر تفردها في الشكل و المضمون في صناعة قالبٍ
غريبٍ للحكاية : هو مزيجٌ من الدراما ، و المغامرة ، و الرومانس ، و التراجيديا ، دون
أن يمثّل أياً منها ، هذا بحد ذاته يصنع خصوصيةً عاليةً للفيلم ، بضعة أفلامٍ فقط
قدمها 2012 تمتلك قوة الشخصية التي يمتلكها Tabu ، و هذه القيمة العظيمة للنص و لآليته
السردية التي تحدثت عنها في مراجعتي عنه تكون محظوظة بأن ميغيل غوميز ككاتبٍ للنص يعلم جيداً إلى أي مدى سيذهب في تقديم حكايته بصرياً ،
ينتقل بين أبيضٍ و أسود مشبع في تصوير قصة بيلار إلى أسود و أبيض أقل اشباعاً في تصوير قصة أورورا ليمنح الصورة مذاق الذكرى و الحلم ، لا يجاري الحكاية فحسب من خلال
ذلك بل هو يعلم جيداً الأثر الذي سيحدثه ازالة الحوار من القصة الثانية و كيف
سيبدو ذلك فعالاً جداً في أسر الذاكرة و الزمن و الروائية و الخيال و الحلم في قصة فينتورا العجوز ، هذا فعالٌ جداً أكثر مما يمكن وصفه في كلمات ، سعيدٌ جداً
بأن Tabu موجودٌ بين مفضلاتي لعام
2012 .
7
باربارا هي شخصيتي المفضلة لعام 2012 ، الفيلم الذي منح كريستيان بيتسولد دب برلين الفضي لأفضل إخراج هو عملٌ محترمٌ جداً ، صيغة غير مستهلكة
عن الأناس العاديين الذين يعيشون وطأة كابوس الستار الحديدي لألمانيا الشرقية ، و الطريقة التي ينفعلون و يتفاعلون بها مع واقعهم
، و انعكاس ذلك التفاعل على ما بقي من انسانيتهم ، في الفيلم الكثير مما أحب ،
دراسة سلوكية لشخصيةٍ محور ، و بناءٌ عظيمٌ قائمٌ على التفاصيل المشبعة جداً عوضاً
عن الإستناد للحوار ، و تطور شخصية مدروس جداً لا يهزها في أي موضع ، و صورةٌ
مخنوقةٌ تتماهى بإمتياز مع الواقع الخانق جداً الذي تعيشه شخصياته ، و امتياز في
ابقاء العمل ككل معلقاً بين التقدّم نحو عملٍ هيتشكوكي قد يفلح لو سار في دربه و بين البقاء كدراما تأملية في صراع الإنسان
البسيط الواقع رهن الواقع السياسي المر الذي يعيشه ، يتوّج ذلك برأيي الأداء
النسائي الأفضل لعام 2012 من نينا هوس ممثلة كريستيان بيتسولد الأثيرة التي هي روح هذا العمل و التي تقدّم أداءً مضبوطاً بأدق وحدة
قياس ، وجهها هنا لوحةٌ قادرةٌ على التشكل و التعبير بأقل الإنطباعات الممكنة ، عملٌ
يستحق التقدير .
6
احدى الإنتقادات التي أدهشتني لهذا العمل و وصلتني من أكثر من صديق
كانت تتعلق بكون رايان جونسون لم يلتزم العمل بنظرية (تأثير الفراشة) في فيلمه هذا ، بدى لي انتقاداً باعثاً على الإندهاش و ليس في محله لعدة
أسباب ، أولها أن نظرية (تأثير الفراشة) كما هو من اسمها هي نظرية ، و كون السفر عبر الزمن لم يتحول الى
حقيقةٍ واقعةٍ بعد فهو مفتوحٌ على كل نظرياته و لا يمكن لنظريةٍ ما أن تفسره و
تبتّ في أمره قبل أن يصبح حقيقةً واقعة ، لذلك لا أجد جونسون ملزماً بالتعامل مع هذه النظرية أساساً ، و ثانيها أن الفيلم ينهج
نهجاً مغايراً يعتمد على التعامل الخطي ( القدري ) مع السفر عبر الزمن ( و القائم على أن كل تغيير في
فعلٍ ما في الماضي ينتج عنه تغيير فقط في النتيجة المباشرة لذلك الفعل ) و النص ممتازٌ جداً في ذلك النهج ، و ثالثها ان هذا النهج الذي
يقدمه رايان جونسون في الفيلم ليس جديداً و سبق و كان عظيماً مع تيري غيليام في 12 Monkeys و أعظم
في ثنائية The Terminator لجيمس كاميرون التي يتأثر بها كثيراً فيلم رايان جونسون هذا ، قيمة Looper برأيي تكمن في أنه يوظف
الصنف السينمائي الأصعب لتناول صراع الإنسان مع ذاته ، ليس الصراع التقليدي اليومي
بين الرغبات و الوقائع ، و إنما الصراع الزمني بين طبيعة الطموحات و الآمال التي
تحكمنا الآن و تلك التي سنصير اليها بعد عقودٍ ثلاث مثلاً ، و في الصورة الأعم هو
نظرةٌ ذكيةٌ جداً للمستقبل بعيداً عن نمطية تناوله في أفلامٍ مماثلة ، و الأهم هو
فيلمٌ عن Do The Right Thing و عن قيمة
الفعل ، أي فعل ، عندما يوضع في مكانه الصحيح و قدرته الساحقة على احداث الفارق ، برأيي هو واحد من أعظم أفلام أكشن الخيال العلمي عبر العصور .
5
لو أخبرني أحدهم مطلع العام الماضي أن بروس ويليس سيتواجد في فيلمين من مفضلاتي للعام لضحكت ربما ، هذا الفيلم هو أكثر
أفلام ويس أندرسون حميمية ، في الواقع أنا لست من مهووسي الرجل ، مع ذلك أقر و أعترف
بأنه يفتنني في كل فيلمٍ أشاهده له ، نوعية الحكايات التي يقدمها ، و الطريقة التي
يعالج بها تلك الحكايات و التي تكاد لا تخطئها العين ، كل شيءٍ مختلف مع ويس أندرسون ، حياة شخصياته مختلفة بالرغم من أنها حياتنا ، ايقاعها الداخلي
مختلف بالرغم من أنهم نحن ، طريقة تطور الحكاية مختلف بالرغم من أنها في الواقع
تكثيف لتطورات حياتنا ، لا أدري كيف يفعل الرجل ذلك ، أفلام هذا المخرج فائق
الموهبة هي كتلةٌ كاملةٌ من الشخصيات و الحوارات و الأداءات و الصورة ، كلٌ لا
يمكن تجزئته و لا يمكن سحب قشّة واحدةٍ فيه دون ان يهتز ككل ، هو في هذا الفيلم لا
يشذ عن القاعدة ان لم يكن يصل بها الى الذروة ، يتناول موضوعه الدائم عن العائلة
من خلال حكايةٍ مختلفة ، هذه المرة عن الحب الأول ، عن النظرة الآنية البسيطة
لحياتنا حينها ، عن الأحلام البسيطة و المشاعر سهلة الترجمة و الحب الذي لا يحتاج
لأكثر من نظرة ، فيلمٌ لا يناقش و لا يفسّر و لا يضع مبرراتٍ كما هو الحب ذاته ،
يضعنا فقط في عالم ويس أندرسون و التوليفة الحميمية جداً التي يخلقها بين شخصياته ببعضها و بين
شخصياته بمؤديهم و بين شخصياته و البيئة كلها التي يضعهم فيها ، دائماً أعتبر أن
كل فيلمٍ لويس أندرسون هو عالمٌ قائمٌ بذاته ، و هذا برأيي هو أجمل عوالمه.
4
في الواقع لم يرقني كثيراً الشكل في رواية يان مارتل بالرغم من اقراري بعظمة المضمون الذي يبدو براقاً بما فيه الكفاية
ليمنحه البوكر البريطانية قبل خمسة أعوام ، هذا الفيلم يحافظ على ما تمتلكه الرواية ، و يمنحها
ما تفتقر اليه : الشكل ، هو لا يجدد فيه سردياً بل هو ينهج نهج الرواية تماماً مع تغييراتٍ
بسيطة ، لكنه يضخ دفعةً عظيمةً في الشكل (الأدبي / السينمائي) من خلال الصورة ، هي هنا عظيمةٌ و مبهجةٌ و تضرب في صميم قيمته عن الضياع الوجداني ،
و الخلاص الإيماني ، و غربة الروح ، و الأمل ، و صورته هي ربما الإنجاز البصري
الأعظم لسينما 2012 ، آنغ لي كعادته يجيد اللعبة ، صحيح أنه يواجه صعوبة انجاز فيلمٍ مهم من خلال
شخصيةٍ واحدةٍ تحتل أكثر من نصف وقت الفيلم ، إلا أنه يتفوق على نفسه ، الفيلم
عظيم و ممتع و يصبح أكثر قيمةً في المشاهدة الثانية كعادة جميع أفلام آنغ لي و هذا بحد ذاته مهم ، و الأهم أنه يجعل الصورة الطاغية في المشاهدة
الأولى تأخذ مكانها فقط من الفيلم السينمائي في المشاهدة الثانية و هذه ميزة من
ميزات الأفلام التي تعيش طويلاً ، و بالرغم من أنني أقول دائماً بأن الجوائز هي
نتيجةُ لقيمة الفيلم و ليست سبباً لها ، إلا أنني لا أخفيكم بأنني كنت أتمنى لو
نال الفيلم أوسكاراً خامساً يستحقه كثيراً ، هذه قصةٌ عظيمةٌ و مبهرةٌ و عالميةٌ
و صالحةٌ لكل مكانٍ و زمان .
3
لا يمكن لمدرسةٍ أن تتناول الحواجز الهلامية بين العالم الواقعي و
الافتراضي اليوم أفضل من السريالية ، ربما هي تناقش ذاتها هنا و تتناول صميمها القائم على اعادة تقديم
اللاواقع كواقعٍ بديل ، هذا التعامل بحد ذاته مبهرٌ جداً و أقدره كثيراً في عمل ليوس كاراكس هذا الذي كاد يخطف احدى الجوائز الكبرى في كان العام الماضي ، رحلةٌ موزاييكية في يومٍ باريسيٍ طويل للسيد أوسكار الذي لا نعرف عنه شيئاً و لا نفهم شيئاً عن حقيقة ما يقوم به ، من
خلال هذه الرحلة يزيل هذا العمل السريالي بطبعه الحواجز بين العالم الإفتراضي و
العالم الواقعي مستلهماً القلق الإبداعي الدائم لدى الفنان الذي يمثله أوسكار هنا ، نتأمل من خلال هذه الرحلة مسيو أوسكار وهو يتنقل من مهمةٍ الى أخرى ، يفتننا هوسه الإبداعي و درجة اتقانه
لمهامه ، نتفهم احساسه بتلاشي الحواجز بين العالمين بسبب (الكاميرات) التي أخذت تصغر ، نتفهم احساسه بأهمية ما يقوم به قياساً لما يحدث
فعلاً ، و تواصله الذي بدأ يتلاشى مع حقيقة أنه ( يؤدي ) ، هذا التوازي يفتك بعقل المشاهد مع تقدّم الأحداث ، لكنه يفتح القصة
على كل الاحتمالات و يقدم عمقها الحقيقي بسلاسةٍ تستحق التقدير ، واحدة من أفضل و
أجود و أعمق التجارب في سينما 2012 .
2
كتفضيلٍ سينمائيٍ غير محايد أنا لا أحب كثيراً هذه النوعية من الأعمال
، أحب الدراسات السلوكية للشخصيات المحور و أفضلها أكثر على الرحلات التأملية فيهم
، مع ذلك أقررت بأن هذا فيلمٌ عظيمٌ بمجرد أن انتصفت مشاهدتي الأولى له ، و هذا من
النادر أن يحدث معي ، كل ما فيه يشهد له ، نصه و إيقاعه و حواراته و روحه و أداء
بطله و تمكن مخرجه ، يواكيم تريه يتناول تفصيلاً من النادر أن يتم التعامل معه في أفلامٍ كهذه : المكان ، يربط بعمقٍ شديد قيمة المكان في الذاكرة ، قيمته التي ولدت مع
الإنسان و ترعرعت و نمت كجزءٍ منه ، و قيمة الغربة الروحية التي يعيشها عندما يشعر
بأن ذلك المكان قد تغيّر ، هذا التناول يبدو أذكى ما في الفيلم كله ، أوسلو هي ليست فقط إسماً للفيلم ، هي خلفية الصورة ، و خلفية القصة ، و
جوهر روحها كذلك ، يتتبع يواكيم تريه في بطله أندرش العزلة و الوحشة التي تحدث عندما يعيقنا ظرفٌ مررنا به
عن التقاط البهجة و التواصل مع المحيط و تدفعنا للإستسلام للكسر و فقدان المعنى و
رغبة الإستمرارية ، فيلمٌ عن الإنبعاث ، و عن البداية الجديدة ، و عن المدينة الأم
، و عن رغبة التغيير التي تنبع منا قبل أي شيءٍ آخر ، أحببته جداً .
1
فيلم ميكائيل هنكه هو بهجتي السينمائية الأكثر اكتمالاً هذا العام ، فيلمٌ عن الحب ، عن
الصورة الأكثر نقاوةً و صدقاً و حقيقيةً فيه ، فيلمٌ يقفز على كل الصور النمطية
للحب : الحب الوليد ، الحب المعاني ، الحب المترنح ، الحب الذي يتماسك ، الحب الذي يصمد ، الحب الذي يمضي ، كل تلك الصور النمطية تتلاشى أمام الصورة العظيمة للحب الذي عاش في هذا الفيلم ، صورة عظيمة جداً عن استنطاق الحب في علاقة زواجٍ
استمرت 55 عاماً ، عن وضعه على المحك في تلك اللحظات الحرجة من الحياة ، عن اعادة
بعثه و اختباره ، عندما نشعر بصورته الأكثر نقاوةً و صفاءً و طهراً ، حيث لا طقوس و لا رغبات و لا أمل بحياةٍ أجمل و الأهم لا أنانية ، فيلمٌ عن تلك المرحلة في علاقتنا بمن نحب التي يتحول فيها الحب من
غايةٍ مجردةٍ - نسخّر من أجلها كل حياتنا – إلى وسيلةٍ لتكريم و احياء كل المعاني
العظيمة التي اختبرناها في مواجهة التعقيدات التي ضربت الحب عندما كان غاية مجرّدة
ذات يوم ، فيلمٌ عن المرحلة التي تصبح فيها الأشياء البسيطة جداً ، و البديهية
جداً – كأن نأكل أو نشرب أو ننام – بحاجةٍ لمساندة من نحب كي تتم بشكلها الصحيح ،
و فيلمٌ عن الألم الذي نقاسيه أثناء مرورنا بتلك المرحلة وصولاً إلى خلاصٍ أبديٍ
قد لا يأتي إلا بمساعدة من نحب أيضاً ، أفضل ما شاهدت في سينما 2012 .
رائعة كالعادة
ردحذفطبعاً اسعدني جدا وجود Looper تحفة ريان جونسون
ويدفعني التسؤل على عدم وجود django unchained ?
شكرا لك
شكراً لك .. بخصوص Django لا يوجد سبب معين .. هي مجرد تفضيل شخصي و قد ذكرت أعلاه أن الفيلم كاد يكون في القائمة .. مشكلتي أنني لم أتصالح بتاتاً مع النصف ساعة الأخيرة من الفيلم و قد ذكرت ذلك في مراجعتي عنه ..
حذفتحياتي لك و شكراً لمرورك و ردك
يعطيك العافيه اخي عماد
ردحذفوبخصوص النصف ساعه الاخيره من django
اتفق معك كليا فكنت اتمنى لو لم أراها
فقد احبطت كثيرا...
ولكن يظل ترانتينو من افضل المخرجين والكتاب الموجودين
وله محبه خاصة لدي.