أكد الممثل و المخرج بن أفليك سيطرته
المطلقة على موسم الجوائز هذا العام بنيله الجائزة الكبرى من نقابة المخرجين الأمريكيين DGA عن فيلمه Argo في حفلها الذي اقيم
الليلة الماضية ، في حين فاز مالك بن جلّول بجائزة أفضل اخراج عن فيلمه الوثائقي Searching for
Sugarman ، و فاز ريتش مور بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه الرسومي Wreck It Ralph ، و بهذا تكمل الإثارة
السياسية التي تتناول أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران مطلع الثمانينيات عقد
الجوائز الكبرى التي سيطرت عليها دون استثناء .
و حقق فيلم Argo موسماً جوائزياً مريحاً
لم يتحقق لكثيرٍ من الأفلام خلال السنوات القليلة الماضية ، حيث نال رضا النقاد و
فاز بالجائزة الكبرى في حفل توزيع جوائز رابطة نقاد وسائل الإعلام BFCA ، و نال رضا وسائل
الإعلام و الصحافة الهوليوودية و فاز بجائزة أفضل فيلم (دراما) في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب
، ثم أضاف اليها الجوائز الثلاث الكبرى من النقابات الثلاث الأكثر تأثيراً في
هوليوود : الممثلين و المنتجين و المخرجين ، و هي خماسيةٌ ليس من السهل أن تجتمع لفيلمٍ واحد .
و يبدو ما حدث مع بن أفليك
مثيراً للدهشة ، ففوز الليلة الماضية جعله ثالث مخرجٍ في تاريخ الجائزة يتوّج بها
دون أن يرشح لأوسكار أفضل إخراج ، بالرغم من كون هذه الجائزة تحديداً هي الجائزة
الأكثر قوة و تأثيراً على جوائز الأوسكار بالنظر للصلة الوثيقة بين فائزيها و
مرشحي الأوسكار و فائزيه ، و لم تفشل الـ DGA في تحديد الفائز بأوسكار
أفضل إخراج سوى في ست مناسباتٍ فقط على مدى سبعة عقودٍ من عمرها ، بل أنها لم تفشل
طوال السنوات التسع الماضية جميعها ، لكنها تعجز هنا حتى عن منحه ترشيحاً للأوسكار
.
و المثير أكثر هذا
العام أن الإخفاق الأوسكاري للـ DGA لم يقف عند فوز بن أفليك ، بل
امتد ليشمل قائمة المرشحين ، إذ أنها المرة الثانية فقط التي ينجح فيها مخرجان فقط من
مرشحي الـ DGA في حجز مكانهما في قائمة ترشيحات جوائز الأوسكار في حين فشل الثلاثة الآخرون ،
حيث ضمت قائمة الـ DGA هذا العام أسماء توم هوبر و كاثرين بيغالو
و بن أفليك و ثلاثتهم لم ينالوا ترشيحاً للأوسكار الذي فضّل عليهم
مايكل هنكه و بن زايتلن و ديفيد أو راسل .
و أكمل Argo عقد جوائز النقابات
الثلاث الكبرى SAG و PGA و DGA في حادثةٍ تحققت لستة
أفلامٍ فقط خلال العقدين الماضيين ، و ما يجعل الأمر مثيراً أكثر أن الفيلم الوحيد
الذي عجز عن الفوز بأوسكار أفضل فيلم بالرغم من جمعه جوائز النقابات الثلاث الكبرى
معاً (Apollo 13 عام 1995) كان الفيلم الوحيد بينها الذي عجز مخرجه أيضاً عن نيل
ترشيحٍ للأوسكار تماماً كحالة بن أفليك هذا
العام و هو ما قد يكون مؤشراً سلبياً للفيلم ، و بالرغم من كون الجوائز الخمس
الكبرى التي نالها فيلم Argo تبدو مؤشراً قوياً على
نيله أوسكار أفضل فيلم ، إلا أن الأمور قد لا تكون سهلةً إلى هذا الحد ،
فالأكاديمية التي فضّلت أداءاتٍ إخراجية أخرى على أداء بن أفليك من المنطقي
جداً أن تفضل أفلاماً أخرى على فيلمه في تصويتها النهائي ، علاوةً على أن فوز
فيلمٍ ما بأوسكار أفضل فيلم دون ترشيح مخرجه هو أمرٌ لم يتحقق سوى في ثلاث
مناسباتٍ فقط اثنتان منها تعود لسنوات الأوسكار الأولى ، دون أن ننسى أن الحالتين
السابقتين اللتين نال فيهما مخرجٌ ما جائزة أفضل مخرج من نقابة المخرجين دون
أن يرشح لأوسكار أفضل إخراج عجز فيلمه لاحقاً عن الفوز بأوسكار أفضل فيلم ، طبعاً
مع الإشارة الى حقيقة أن الأكاديمية كرّمت في 14 مناسبة من السنوات الخمسة عشرة
الماضية احد الفيلمين الأكثر حصداً للترشيحات ( و هما هذا العام Lincoln و Life of Pi ) و هذا مؤشرٌ لا يمكن اغفاله بالنظر لترشيح مخرجي الفيلم لأوسكار
أفضل اخراج ، و بالنظر أيضاً لكون الأكاديمية كياناً مستقلاً بذاته و المسألة
برمتها تخضع لمودها العام .
يذكر أن حفل توزيع
جوائز الأوسكار سيقام في مسرح كوداك في هوليوود في الرابع و العشرين من هذا الشهر .
0 تعليقات:
إرسال تعليق