على مدى الأيام القليلة الماضية من عمر المهرجان السينمائي الأشهر في العالم إستمر المخرج الإيراني الشهير عباس كيروستامي في خطف الإعجاب و الأضواء من أسماء كثيرةٍ مهمة حضرت حاملة أمل الإنتصار في كان , هذه المرة من خلال فيلمه Copie Conforme , أول أعمال كيروستامي الناطقة بالفرنسية , و الذي أسند فيه دور البطولة إلى النجمة الفرنسية التي إعتلت صورتها شعار المهرجان هذا العام جولييت بينوش .
و يحكي الفيلم – كحال أفلام كيروستامي – قصةً غير تقليدية عن مالكة متجر للأثريات تذهب لحضور توقيع كتابٍ لكاتبٍ مرموق , يقرر بعد الحفل الذهاب لرؤية متجرها , قبل أن يخرجا للتجول بالسيارة , و في السيارة لا يشعر المرء بأن كيروستامي يقدم فيلماً إعتيادياً , لأن الرجل يبقي الكاميرا مسمّرة على وجوه أبطاله طوال الجولة , دون أي قطع , و دون أي توقفٍ للسيارة , تاركاً مشاهده غارقاً في الأسئلة : هل يعرفون بعضهم , هل تعرّفوا للتو , هل هناك ماضٍ جمعهما , و ما طبيعة العلاقة التي يمكن أن تنشأ على هذا النحو ؟ لكنه للأسف يفشل في الإجابة عن أيٍ من هذه التساؤلات .
في فيلمه هذا يطلق كيروستامي العنان لبطليه للتحدث كثيراً عن الحياة , و التنقل في الحديث بين الإنجليزية و الفرنسية و الإيطالية , يستمع إلى ملاحظاتهم حول مشاهداتهم اليومية , و تعليقاتهم على السلوك الحياتي الذي يعيشانه و يمارسانه .
و على الرغم من أن الأداء الرجالي في الفيلم قد عابه الكثير من البرود برأي عددٍ من النقاد , إلا أن جولييت بينوش تبدو و كأنما هي ترفض فكرة أن تكون جائزة أفضل ممثلة محسومة الأمر لصالح ليزلي مان نجمة فيلم مايك لي الأخير , جولييت بينوش تقدم في فيلم كيروستامي الأخير واحداً من أفضل مفاخر المهرجان , الكثيرون باتوا يتحدثون الآن – في اليومين الأخيرين من المهرجان – حول إحتمالية أن تفوز بينوش بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان , و تنال ترشيحاً ثالثاً للأوسكار أيضاً , أمورٌ ستبقى مبهمة الملامح حتى ختام المهرجان يوم غد .
0 تعليقات:
إرسال تعليق