تتواصل فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي بالمزيد من العروض لمجموعةٍ من أكثر الأفلام إنتظاراً هذا العام , و على الرغم من أن المهرجان يعرض ضمن مسابقتيه و خارجها عدداً كبيراً من الأعمال الهامة و المرتقبة , إلا أن عدداً قليلاً منها إستطاع أن يجذب الأنظار إليه وسط هذا التزاحم السينمائي , و على مدار الأيام القليلة الماضية تكرر إسم المكسيكي أليخاندرو غوانزاليس إينياريتو و البريطاني مايك لي كثيراً كأبرز المرشحين لخطف السعفة الذهبية كبرى جوائز المهرجان , ذات الثنائية التي حدثت بوجود The White Ribbon و A Prophet , أهم مفاخر مهرجان كان السينمائي الدولي العام الماضي .
في فيلمه الجديد Biutiful يتعرض إينياريتو لقصة أبٍ يحاول وضع حدٍ لحياته الفوضوية قبل أن يفوت الأوان , و يلعب الأوسكاري خافيير بارديم دور البطولة الرئيسي في الفيلم الذي تدور أحداثه في الشوارع الخلفية لمدينة برشلونة حيث يعيش العمال المهاجرون و يكافحون للبقاء ضمن بيئةٍ لا تتقبلّهم و تعاملهم كالحيوانات .
الشخصية التي يؤديها بارديم تدعى أوتشبال , رجلٌ يعيش في هذه البيئة القذرة , بنصفٍ ذي ميولٍ إجرامية , و آخر يحمل رؤيةً إستبصارية لحياة الموتى , و وراء النصفين هناك أبٌ يتمزّق أبناؤه بين هذه الحياة التائهة التي يعيشها والدهم , و بين أمٍ مهملة تعاني حالةً من الإكتئاب المرضي .
الفيلم قوبل منذ عرضه الأول يوم الإثنين و على مدى اليومين الماضيين بالكثير و الكثير من التصفيق الذي إمتزج بدموع الفرح , وضعه كواحدٍ من فيلمين مرشحين فوق العادة لخطف السعفة الذهبية هذا العام , مع كمٍ هائل من المديح حظي به أداء خافيير بارديم الذي بات مرشحاً هو الآخر للفوز بجائزة أفضل ممثل في المهرجان .
و يعد هذا الفيلم العمل السينمائي الرابع للمكسيكي المبدع أليخاندرو غوانزاليس إينياريتو , و الأول له منذ أربعة أعوام عندما حقق فيلمه الشهير Babel الذي منحه جائزة أفضل إخراج في مهرجان كان , و ترشيحاً لأوسكار أفضل إخراج عام 2006.
و إذا ما كان Biutiful يبدو أوفر حظاً من غيره في نيل جائزة أفضل ممثل , فإن جائزة أفضل ممثلة تبدو هي الأخرى قريبةً جداً من ليزلي مانفيل نجمة فيلم Another Year أحدث أفلام المخرج البريطاني الكبير مايك لي .
و يحكي الفيلم قصة عامٍ آخر في حياة زوجين سعيدين , طبيبة تدعى جيري تقضي جلّ وقتها في محاولة إبداء التعاطف و الإهتمام بالآخرين , و تعيش حياةً زوجيةً سعيدةً مع زوجها الجيولوجي , كما أنها الصديقة المقربة لماري المصابة بمرضٍ عصبي ( تؤديها ليزلي مانفيل ) , علاقةٌ تبدو تكامليتها واضحةً بين المرأتين : الأولى تعشق الإستماع للآخرين , و الثانية تحب كثيراً الحديث عن نفسها.
أحدث أفلام مايك لي وصفه الناقد الكبير روجر إيبرت بأنه عملٌ إخراجي ممتاز لمايك لي في ذروة مسيرته , و إعتبره باكراً جداً مرشحه لنيل السعفة الذهبية , كما رشّح ليزلي مانفيل للفوز بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان , ذات الرأي الذي شاركه فيه الناقد الشهير أوين غليبرمان في مقاله في Entertainment Weekly , حيث بدى غليبرمان متأثراً بقوة بما شاهده في هذا العمل , و وصف اللقطة الختامية في الفيلم بأنها واحدةٌ من أكثر اللقطات إثارةً للحزن في تاريخ السينما .
0 تعليقات:
إرسال تعليق