•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الثلاثاء، 30 يونيو 2009

Coraline

كتب : عماد العذري

بأصوات : داكوتا فانينغ , تيري هاتشر , إيان ماكشين
إخراج : هنري سيليك

كورالين جونز فتاة جريئة و مغامرة في الحادية عشر من عمرها تنتقل مع عائلتها من متشيغان إلى منزل عتيق في أوريغون , و مع ضجرها الشديد من الحياة التي تعيشها في ظل إنشغال والديها الكاتبين في وضع اللمسات الأخيرة على كتابهما عن البستنة تحاول كورالين التعرف أكثر على البيئة التي تحيط بها , فتتعرف على فتى مزعج يدعى وايبورن , تتعرف إلى جيرانها غريبي الأطوار : السيد بوبنسكي الروسي الأصل و الذي يقضي أوقاته المجنونة في تدريب الفئران القافزة , و السيدتان سبينك و فورسيبل الممثلتان البريطانيتان السمينتان , و معهم تكتشف كورالين كم هي حياتها الجديدة في أوريغون مملةٌ و كئيبة , و وضعٌ كهذا ربما يكون حافزاً لفتاة جريئة لتعرف مالذي يخفيه ذلك الباب الصغير الموجود في غرفة المعيشة , و إلى أين ينتهي الممر المريب الذي يفتح عليه , و هل سيكون الواقع الجديد الذي ستعيشه هناك وردياً فعلاً كما تتمنى كورالين أن يكون ؟
قلةٌ أولئك الذي يعرفون الدور الحقيقي الذي لعبه هنري سيليك في كلاسيكية الرسوم المتحركة الشهيرة لتيم بيرتون The Nightmare Before Christmas ربما بسبب العوالم التي خلقها العمل من الخيال الخصب لتيم بيرتون , و التفاصيل العديدة التي غمرت العمل من أفكار تيم بيرتون , قلةٌ أولئك الذين يتعاملون مع الفيلم على إعتبار أن تيم بيرتون هو من كتب هذا العمل فقط , و أن المخرج الفعلي للفيلم هو مخرج مغمور – في حينها – يدعى هنري سيليك , الرجل الذي إستمر ليصنع مسيرةً رسومية محترمة خصوصاً عندما أتبع فيلمه مع تيم بيرتون – و الذي تحول إلى كلاسيكية – بفيلمٍ آخر لقي إستقبالاً نقدياً مقدراً هو James and the Giant Peach , هنري سيليك بدى الآن و قد بلغ نضجه السينمائي الحقيقي من خلال تقنية الـ Stop-Motion Picture التي يعشقها , و التي أصبح في الواقع واحداً من أفضل من يقدمها اليوم , هنري سيليك قدم مطلع هذا الموسم فيلمه الرسومي الطويل الرابع في مسيرته , الفيلم حمل إسم Coraline , صنع به الرجل أول فيلم بتقنية الـ Stop-Motion Animation يصور يطريقة الـ 3D , الفيلم لم يخيب أمل مخرجه و بات مرشحاً بقوة ليخطف ترشيحاً لأوسكار أفضل فيلم رسومي في هذا العام الرسومي المشبع .

و الـ Stop-Motion Picture لمن لا يعرفها هي تقنية سينمائية قديمة للتحريك , تعود بداياتها إلى بدايات السينما ذاتها و تحديداً إلى عام 1898 و إن كان إستخدامها قد إقتصر في تلك الفترة المبكرة للغاية على تقديم بعض المؤثرات التي يستلزمها العمل كالمخلوقات الغريبة و الكائنات التي لا يمكن تصويرها فعلاً , و تعتمد هذه التقنية على نماذج حقيقية مصغرة عن بيئة العمل و شخصياته يتم تحريكها و إلتقاط صورة مستقلة لكل حركة تم تنفيذها بواسطة كاميرا صغيرة الحجم , و هكذا و مع مئات الآلاف من الحركات يعمل المونتاج لاحقاً على تحريك هذه اللقطات من خلال صفها وراء بعضها بشكلٍ منتظم , و هي التقنية التي قدمت للعالم الوحوش و الكائنات العملاقة في الفترة المبكرة من السينما نذكر منها أعمالاً مثل King Kong و Jason and the Argonauts , و مع مرور الزمن و ظهور الـ CGI ( أو الصور المولدة بالحاسوب ) - و التي أغنت آفاق المؤثرات الخاصة بطريقةٍ لا يمكن تصورها - بدأت تقنية الـ Stop-Motion Picture بالسير نحو الإضمحلال , لكن منفذاً آخراً فتح أمامها و أعادها إلى الواجهة من جديد , هذا المنفذ هو الرسوم المتحركة التي كانت غزوات الـ CGI فيها ما زالت خجولةً و محدودة , و مع الظهور الذي رحب به الكثيرون وجدت هذه التقنية طريقها في دنيا الرسوم المتحركة , خصوصاً من خلال الـ Claymation أو تحريك الصلصال و هو الفن الذي برعت فيه شركة آردمان البريطانية من خلال مخرجها العبقري نيك بارك الذي يعود إليه بشكلٍ أو بآخر الرواج الذي لقيته هذه التقنية خصوصاً مع فيلمه Creature Comforts عام 1989 قبل أن تحقق التقنية قوتها الحقيقية من خلال الأعمال القصيرة لسلسلة Wallace & Gromit , و أصبح فيلم Chicken Run واحداً من أكثر الأفلام تأثيراً في تاريخ الأكاديمية بفعل الأصوات العديدة التي نادت بترشيحه لأوسكار أفضل فيلم عام 2000 ( على حساب Erin Brockovich أو Chocolate ) و هو أمرٌ لم يحدث في حينها لكنه أجبر الأكاديمية على إبتداعٍ فئة جديدة في العام التالي هي ( أفضل فيلم رسومي ) , و على الرغم من التضاؤل الكمي لعدد الأفلام المنتجة بهذه التقنية اليوم مقارنةً بتلك التي تستخدم الـ CGI ( خصوصاً مع الفورة التي أحدثتها بيكسار و دريم ووركس و حتى فوكس في هذا المجال ) إلا أن هذه التقنية بقيت ذات هالةٍ خاصة في دنيا الأفلام الرسومية , ربما بسبب الإحساس الأوروبي الذي تمنحه لعشاقها بعيداً عن هوليوودية ديزني و بيكسار و دريم ووركس , و بين أفضل من برع إسمه في عالمها لا يمكن للعين أن تخطيء فن هنري سيليك .

كورالين يأتي إقتباساً من عملٍ أدبي فانتازي للكاتب المرموق نيل غايمان الذي نال عنها جائزة هيغو الأدبية الرفيعة و إستلهم فيه الرجل العمل الأدبي الشهير للويس كارول ( أليس في بلاد العجائب ) , يحكي الفيلم قصة كورالين جونز الفتاة المتذمرة على الدوام من إهمال والديها لها , خصوصاً عقب إنتقال العائلة إلى منزلٍ جديد في مدينةٍ جديدة , المنزل بنمطه القوطي يبدو مثيراً لخيال كورالين ( ينطق الجزء الثاني من إسمها مثل Line , كيلا تغضب منا كعادتها ! ) , كورالين تعيش وحدة في منزلها و بين عائلتها , والداها كاتبان في أعمال البستنة , يقضيان جل وقتهما أمام الكومبيوتر في محاولةٍ لإنجاز كتابهما الجديد , و يحاولان صرفها عن إزعاجهما بوسائل مضحكة من قبيل عد أبواب المنزل الجديد أو عد كل ما هو أزرق في المنزل ! كورالين لا يروقها أبداًَ ما يحدث لها في المنزل الجديد فتبدأ بجرأتها المعتادة محاولة إستكشاف البيئة الجديدة التي تعيش فيها , تلتقي في البدء بالفتى وايبورن ( تترجم كورالين إسمه حرفياً إلى : لماذا ولدت ؟ ) حفيد مالكة المنزل غريبة الأطوار , و تلتقي كذلك بقطه الأسود , وايبورن يبدو لكورالين فتىً مزعجاً و ثرثاراً و جباناً , لكنه بالمجمل يبقى أفضل من أن تضل وحيدة في مكانٍ كهذا , شخصية وايبورن تبدو مصنوعةً خصيصاً لكسر الوحشة في عالم كورالين المبكر و محاولةً لخلق نوعٍ من الألفة تجاهه , هنري سيليك في بداية فيلمه يعي جيداًَ أن جزءاً كبيراً من جمهوره هم أطفال و قد لا يروقهم رؤية فتاةٍ وحيدة مهمشة في مثل هذا العالم غير اللطيف ..

لاحقاً لا تلبث كورالين أن تتعرف أيضاً إلى البيتين الآخرين اللذين يشاركانها هذا المنزل العتيق , في الأعلى يقطن السيد بوبينسكي رجل السيرك غريب الأطوار ذو الأصول الروسية و الذي يتفاخر بمهنته كمروضٍ للفئران القافزة , و في الأسفل تقيم السيدتان سبينك و فورسيبل , ممثلتان بريطانيتان سمينتان تعيشان على أمجاد الماضي في صورةٍ ذكرتني بأجواء فيلم Gigi , و على الرغم من أن جيران كورالين يضفون بعض الألوان على حياتها الرمادية إلا أن كورالين تبقى على تذمرها ذاته , وايبورن يهدي كورالين دميةً صنعتها جدته , تثار كورالين بحقيقة أن الدمية في الواقع تشبهها في ملامحها لكنها لا تكترث للأمر بعد ذلك , لكن هذه الدمية التي تلاحقها ذات يومٍ في المنزل تقودها إلى باب صغير في أحد جدران المنزل , و على الرغم من أن الباب يثير خيال كورالين لوهلة إلا أنها سرعان ما تعود لإحباطها و تذمرها عندما تكتشف أن الباب لا يفضي إلا إلى الحائط وراءه و أنه أخفي عندما تم فصل المنزل إلى قسمين , لكن الليل يحمل لها مفاجأةً غريبة , أرنب أليس الشهير يخرج من الباب , هو في الواقع ليس أرنباً و إنما مجرد فأر صغير يقودها نحو الباب المفتوح على ممر يؤدي بها في نهايته إلى منزلها ذاته , لكن في واقعٍ بديل , يثير سعادة كورالين التي لا تلبث أن تتحول إلى قلقٍ شديد .

خلال هذه المقدمة يكون هنري سيليك قد نجح إلى حدٍ بعيد في إستعراض القدرات البصرية التي يقدمها فيلمه , بدءاً من مشهد الإفتتاح الذي يستعرض فيه مراحل صناعة الدمية مقدماً لمحةً تفاخرية ربما عن المدى الذي وصل إليه فن الـ Stop-Motion Animation و التطور الهائل الذي إقترب إلى درجةٍ كبيرة من محاكاة الـ CGI , و هو التطور الذي يصب في صالحه حتماً بحكم الكم الهائل من الحميمية و القرب من القلب الذي تخلقه أعمال الـ Stop-Motion Animation مقارنةً بأعمال الـ CGI , من خلال هذه المقدمة أيضاً سيبدو واضحاً للغاية التأثر الذي لا تخطئه العين لهنري سيليك بفكر و خيال تيم بيرتون ليس فقط على مستوى الإحتكاك الذي حدث بين الرجلين في عملهما العظيم The Nightmare Before Christmas بل يتعداها أيضاًَ إلى إستلهامٍ بعضٍ من أجواء Beetlejuice و الأجواء القوطية لفيلمي Sleepy Hollow و The Corpse Bride , و هو التأثر الذي يجعل من الصعب التعامل مع أحداث الفيلم ( و هي نقطة سلبية ضد فيلم هنري سليك ) على أنها تدور في بيئةٍ أمريكية , و من الصعب على المرء – لا إرادياً – تقبل هذا الواقع كواقعٍ أمريكي , من خلال أجواء القصور القوطية و الريف الهاديء و الجيران الأوروبيين , كل شيء يبدو و كأنما يأتي من أجواء Sleepy Hollow و The Corpse Bride اللتين دارت أحداثهما في الريف الأوروبي ..

في الواقع البديل هناك منزل و أب و أم , والدا كورالين البديلين رائعان في تعاملهما معها , عائلتها الجديدة تبدو ممتعةً بالنسبة لها , تقدم لها الأكل الذي تحبه , و الألعاب التي تهواها , تنام في غرفة نومٍ مسلية , و تتواصل مع أصدقاءها المقربين عن طريق صورةٍ موجودةٍ إلى جوار سريرها , أهلها الآن يحبون طين الحديقة على عكس والديها الحقيقيين , مع فارق بسيط و لا يبدو مهماً لها في البداية : والداها البديلين ليس لهما عيون , بل مجرد أزرار وضعت عوضاً عنها , تنام كورالين و تستيقظ لتجد نفسها في منزلها الحقيقي , أهلها لا يصدقون إختلاقاتها , لكن عندما يخبرها جارها بوبينسكي أن الفأر يطلب منها ألا تعبر الباب تبدأ بالإقتناع بأن ما حدث لها حقيقي , بينما تحذرها سبينك و فورسيبل من القادم الذي ينتظرها , وايبورن يحكي لها قصة شقيقة جدتها التوأم التي إختفت ( في محاكاةٍ ذكية لقصة آليس و الملكتين ) , كورالين تضع قطعة جبن للفأر و تتبعه عبر الباب المفتوح , هناك تجد حديقة منزلها كما حلمت دائماً بها , و تجد أيضاً وايبورن لا يتكلم ( يبدو و كأنما يلائم أحلامها تماماً !! ) حيث تحضر معه عرض الفأر القافز للسيد بوبينسكي , و تنام كورالين في فراشها لتستيقظ مجدداً على واقعها الممل و الذي يبلغ حنقها عليه الذروة عندما ترفض والدتها شراء القفازات البرتقالية التي تعجبها في المحل , تهرب كورالين مجدداً عبر الممر لتجد حفلةً صغيرة و دعوةً لحضور العرض المسرحي للسيدتين سبينك و فورسيبل , حيث تجد الحضور جميعهم من الكلاب , و بسبب خطأ تقني هناك تخرج السيدتان من زي البدانة التي ترتديانه و يكملان عرضهما الذي أشعر كورالين بمتعةٍ عظيمة , الأمور تسير على ما يرام , و لا يوجد أجمل من الأحلام عندما تتحقق !!.

كورالين تثار بقط وايبورن الذي يعبر معها العالمين و لا يمتلك أزراراً بدلاً عن عينيه , القط يخبرها بأن العالم الذي تعيشه ليس مثالياً إلى الدرجة التي يبدو عليها , لكن هذه الرسالة لا تبدو واضحةً بالنسبة لها حتى تبدأ بالشعور بأن وايبورن الأخرس مضطهدٌ من قبل الأم البديلة التي تعرض على كورالين البقاء في عالمها مقابل أن تستبدل عينيها بأزرار , كورالين ترفض و تصاب بالذعر و تنقم على حالتها و ألعابها و تحاول إجبار نفسها على النوم , لكنها تستيقظ مجدداً في العالم البديل حيث الأب مضطهدٌ و لا يستطيع البوح لها بشيء , لكن قط وايبورن يحاول تفسير الأمر لها , فتواجه الأم البديلة و تتحداها برفقة حاشيتها من الخنافس العملاقة قبل أن تطرد إلى عالمٍ غريب لتتعلم الأدب , و هناك تلتقي كورالين بثلاثة أطفال سبق إغراؤهم من قبل الأم البديلة التي تجسست عليهم بواسطة دمية و عرفت نقاط ضعفهم و جذبتهم فوافقوا على خياطة الأزرار في أماكن عيونهم , و تقع كورالين في تحدٍ عسير : إعادة عيون الأطفال من أجل تحرير أرواحهم , لكن وايبورن الأخرس ينقذ كورالين من هذا العالم و ينجح في العبور بها إلى حياتها الحقيقية , لكن صدمتها هناك تكون أكبر : لا أحد في المنزل الذي يبدو مهجوراً تماماً , و مع ضياعها التام تصنع كورالين لنفسها أبوين من الوسائد , و هنا تشعر بقيمتهما التي لم تشعر بها من قبل , يقودها القط لرؤية والديها عبر المرءآة حيث يطلبان المساعدة , و تتضح الصورة عندما تجد دميةً مزدوجةً لأبيها و أمها جذبتهم الأم البديلة بواسطتها , كورالين تشعر الآن بقيمة والديها و بالمسئولية الملقاة على عاتقها في إنقاذهما , و الفيلم في هذا المنعطف الحاد في أحداثه ( و هو منعطف يبدو مرعباً بالنسبة لفيلمٍ رسومي جل جمهوره هم من الأطفال ) يمسك الخط الذي يسير عليه بشكلٍ جيد و لا يفقده على الرغم من إحساسنا الخادع أحياناً بذلك , إيقاع الفيلم يبدو ثابتاً تماماً على الرغم من الأحداث الغنية و الممتلئة التي يحاول السيطرة عليها ..

رعب الفيلم ( إذا ما إعتبرناه مرعباً للشريحة التي يخاطبها الفيلم الرسومي عادةً ) يأتي في الواقع من الوتر الأخلاقي الذي يحاول أن يعزف عليه : ما مقدار الكارثة التي تصيبك عندما تكتشف بأن أقرب الأشخاص إليك ليسوا كما هم ؟ هل ستتغير إجابتك لو غيرنا صيغة السؤال : ماذا لو كان هؤلاء الأشخاص المقربون منك أصلاً غير مريحين بالنسبة لك ؟ ربما سيكون الواقع البديل جيداً بالنسبة لك في هذه الحالة , الفيلم يحاول من خلال هذا الوتر الأخلاقي أن يروض كارولين ( و يروض الأطفال عموماً ) , يبدو و كأنما يقول بأنه حتى الواقع الكئيب يبقى أفضل من الحلم السعيد لأنه على الأقل يبقى واقعاً , الفيلم يحاول أن يعرّض رائعة لويس كارول الأدبية الشهيرة Alice in Wonderland لأشعّة فرويدية , يبدو التحليل النفسي للقلق الذي يخاطبه في الطفل عنيفاً و قاسياً أحياناً : العالم البديل الذي تخلقه بقدر ما يبدو ساحراً بالنسبة لك يبقى مقلقاً ايضاً , الفيلم يؤسس علاقةً جميلة بين الباب المغلق و اللاوعي : ننجذب تجاهه بقوة قبل أن نرفضه عندما نقارنه بالوعي , يلقي نظرةً عنيفةً على خيالنا , و كيف أننا نخاف من ذلك ( المجهول ) المختبيء في اللاوعي , و نفضل أن نراه في الوعي حيث يصبح المجهول ( معلوماً ) حينها , الفيلم يستغل بطريقة مثيرة للإعجاب العبقرية الموجودة في خيال الأطفال يبدو بهذه الصور البديعة التي ينثرها في العالم البديل و كأنما يتحداهم و يستفزهم , يمزج بطريقةٍ حذرة كل أولئك الفتيات اللاتي وقفن مبهوراتٍ أمام المغارة المفتوحة : أليس بلاد العجائب , و لوسي نارنيا , و أوفيليا المتاهة , و شيهيرو ميازاكي , في صورةٍ رسومية ذكية : تمتعهم و تستثيرهم , لكنها تقلقهم و تثير رعبهم أيضاً ..

لكن الثقل الحقيقي للرعب – علاوةً على بعده الأخلاقي الموجود في النص – يأتي في الواقع من إخراج سليك الذي يوفق هنا في دمج العالمين مزيحاً قدر المستطاع من الفواصل الموجودة بينهما , أمرٌ ساهم فيه إلى حد كبير الجو الذي خلقه النص أصلاً حول كورالين في واقعها , فمنزلها يبدو قطعةً من رواية رعب قوطي , شيء خيالي أكثر من كونه واقعي , و جيرانها يبدون غريبي الأطوار و أقرب إلى كونهما شخصيات خيالية , هذا التقريب بين واقع كورالين ( الغريب أصلاً ) و العالم البديل أزاح الحاجز الموجود بين العالمين بطريقة تخلق هلعاً لدى الصغار من الضياع الذي يولده الفيلم لكورالين المتذمرة , فتصرفات بوبينسكي على سبيل المثال في العالم البديل لا تبدو مختلفةً في شيء عن ذلك الروسي غريب الأطوار الذي نشاهده في القصة الحقيقية , هنري سيليك بإحترافية يغلق نغمةً متوترة في هذا العالم الغريب الذي يضع فيه شخصيته على أمل ترويضها و منحها النضج الكافي لتواجه حياتها و واقعها الذي تعيشها , عوضاً عن أن تهرب منه إلى عالمٍ قد لا يختلف عنه إن لم يكن أسوأ منه .

تعبر كورالين الباب حيث تحصرها الأم البديلة هناك و تتحداها : بقاءها هناك إلى الأبد أو العثور على والديها و على عيون الأطفال الثلاثة , هنا يبدو الفيلم و كأنما يحافظ – على الرغم من ملامحه المرعبة – على البعد التهذيبي لقصة آليس , القصة تبقى في خلاصتها ذات غرضٍ تهذيبي , فالأم البديلة قادرة بسهولة على أخذ كورالين غصباً , لكن هنري سيليك ككل مراحل فيلمه يبقي مصباح آليس مضيئاً في أرجاء فيلمه و لا يحاول أن يطفئه لثانية على الرغم من كم التغييرات و الفوارق بين القصتين , كورالين عليها القيام بمهمتها قبل نفاذ الوقت , و الوقت هو خسوف قمر بشكل زر , و عندما يحدث الخسوف يبدأ كل شيء حول كورالين بالإنهيار في لوحةٍ بصرية بديعةٍ للغاية تبدو و كأنما هي تحدٍ من أحد أفضل من تعامل مع الـ Stop-Motion Animation , و عندما تتخلص كورالين من الأم البديلة , تعود لتجد والديها عائدين إلى المنزل بعدما ذهبا لتسليم كتاب البستنة , والدا كورالين لا يعلما أي شيء تتحدث عنه , تبدو هذه الهلامية الختامية متعةً حقيقيةً لهذا الفيلم , هل ما تعرضت له كورالين كان حقيقياً ؟ , أم أنه مجرد حلم طفلةٍ واسعة الخيال إكتشفت بأن غوصها العميق في أحلامها و أمنيتها في أن تتحقق هذه الأحلام ليس دوماً فكرةً سديدة , و أن هناك الكثير من المتعة في حياتنا الحقيقية و أن علينا فقط أن نزيل الغبار عنه ؟ , لقطة ختامية بعيدة للقصر العتيق تنهي هذه الساعة و النصف المشبعة جداً .

كورالين فيلم رسومي لعشاق السينما أكثر من كونه موجهاً للأطفال كشريحة رئيسية , يرسل رسالةً توجيهية بسيطة و واضحة و مباشرة : الثقة بالعواطف الأزلية التي ولدت و كبرت و عاشت معنا أفضل من البحث عن شفقة الغريب التي لا نعرف مغزاها , فيلم ينحني للفطرة و للروابط العائلية التي تجمع الأسرة و لا ينتقص منها بسبب تفاوت الإهتمام الذي ننشده , الفيلم يقول في هذا الشأن ( في بعض الأحيان .. الأشخاص الذين يحبونك قد لا يعيرونك كل الإهتمام الذي تحتاجه , و أحياناً الأشخاص الذين يولونك الإهتمام قد لا يحبونك في الواقع ) , في هذا العام الرسومي الحافل نبقى منتظرين بلهفة الأطفال أفلام Up و Monsters vs Aliens و Ice Age 3 و 9 و Ponyo , و قبلها جميعاً جاء كورالين ليكون الإشراقة الأبكر في دنيا الأفلام الرسومية هذا العام ..

التقييم من 10 : 8.5

أكمل قراءة بقية الموضوع »

مايكل باي قد يخرج فيلم خيال علمي جديد


تدور شائعات قوية في هوليوود حالياً حول تصدي المخرج مايكل باي لإنتاج فيلم خيالٍ علمي جديد لصالح شركة DreamWorks بعد النجاح الساحق في شباك التذاكر الذي يلقاه فيلمه الجديد Transformers 2 الذي كسر حاجز المئتي مليون دولار في خمسة أيام فقط , و ترجح الإشاعات ذاتها بناءً على مصادر مقربةٍ من الشركة إمكانية أن يقوم مايكل باي نفسه بإخراج العمل .

و أوشكت DreamWorks على إكمال عقد الحصول على حقوق تحويل I Am Number Four و هو واحدٌ من ستة كتب عن مغامرات خيالٍ علمي مشوقة مطروحةٍ في الأسواق , و تدور القصة حول تسعةٍ من الأطفال الغرباء ( الـ Aliens ) المتوجهين نحو الأرض عقب تدمير كوكبهم من قبل الأعداء , و عندما يستوعب الأطفال ( و هم طلاب في الثانوية وفقاً للفوارق العمرية بين الكواكب ! ) ما حدث لحياتهم يكتشف رابعهم ( و منه يأتي عنوان الفيلم ) بأنه متعقب من قبل قوات العدو التي دمرت كوكبه لتبدأ مغامرةٌ مشوقة للفتى مع رفاقه إنتقاماً لشعبهم .

و يشكل الفيلم تعاوناً جديداً بين مايكل باي و شركة DreamWorks بالإضافة إلى ستيفن سبيلبيرغ ( الشريك المؤسس فيها ) و ستيسي سنايدر , و من المتوقع أن يلعب ستيفن سبيلبيرغ دوراً مهماً وراء الكواليس كحال ذلك الذي لعبه في فيلمي Transformers الذين قام بإنتاجهما لمايكل باي من خلال شركة DreamWorks .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

الاثنين، 29 يونيو 2009

شباك التذاكر الأمريكي 28-6-2009

كتب : عماد العذري

مثلما كان متوقعاً تمكن الفيلم الجديد للمخرج مايكل باي Transformers: Revenge of the Fallen من تفجير شباك التذاكر في إفتتاحيته هذا الأسبوع على مدى الأيام الخمسة الماضية و إقترب بشكلٍ كبير من الرقم القياسي الأسطوري الذي حققه The Dark Knight في الأيام الخمسة لإفتتاحه , الفيلم الذي يشكل إستكمالاً لأحداث الجزء الأول من السلسلة الذي أطلق صيف 2007 تمكن من تحقيق 112 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع و 201 مليون دولار في الأيام الخمسة لإفتتاحه و إبتعد بفارق مليوني دولار فقط عن 203 مليون دولار التي حققها The Dark Knight في الأيام الخمسة لإفتتاحه العام الماضي , كما بات الفيلم واحداً من 11 فيلماً فقط في تاريخ شباك التذاكر الأمريكي يتجاوز عتبة المئة مليون دولار في الأيام الثلاثة لعطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة ( الجمعة و السبت و الأحد ) .

و يبدو الفيلم مهيأً بسهولة لتجاوز الـ 319 مليون دولار التي حققها الجزء الأول منه في الصالات الأمريكية عام 2007 , و بهذه الإفتتاحية – وهي الأعلى هذا العام – يبدو الفيلم الند الحقيقي الوحيد لـ Harry Potter and the Half-Blood Prince - العمل السينمائي السادس في السلسلة الشهيرة و المنتظر بشدة هذا العام – على صدارة أكثر أفلام الصيف تحقيقاً للأرباح .

بالمقابل زحزح الفيلم الجديد للنجمة ساندرا بولوك The Proposal إلى المرتبة الثانية – بعدما إحتل الصدارة في الأسبوع الماضي - محققاً قرابة نصف عائدات أسبوع إفتتاحه , الفيلم أضاف 18.4 مليون دولار إلى خزائنه في أسبوعه الثاني و تمكن من الوصول إلى 69 مليون دولار خلال عشرة أيام و هو رقمٌ يعد ممتازاً بكل المقاييس بالنسبة لكوميديا رومانسية في ذروة الصيف تعتمد فقط على شعبية نجمتها العائدة .

و واصلت مفاجأة العام The Hangover نجاحاتها , الكوميديا المجنونة من وورنر برذرز حققت في رابع أسابيع عرضها 17.2 مليون دولار محتلةً المرتبة الثالثة و يبدو الفيلم الآن قريباً للغاية من الإنضمام إلى قلةٍ من الأفلام هذا العام تمكنت من كسر حاجز المئتين مليون دولار ( ثلاثة منها تتواجد حالياً في الـ Top 10 ) , الفيلم أصبح بحوزته حتى الآن 183 مليون دولار .

و على الرغم من كونه تأثر كثيراً هذا الأسبوع بإفتتاح Transformers 2 إلا أن فيلم بيكسار الجديد Up بدى إسماً على مسمى عندما إنترع من Star Trek هذا الأسبوع صدارة أكثر أفلام 2009 تحقيقاً للعائدات في الصالات الأمريكية , الفيلم حقق فقط قرابة نصف ما حققه في عطلة نهاية الأسبوع الماضية , لكن الـ 13 مليون دولار أضيفت إلى ما حققه خلال بقية أيام الأسبوع ليتجاوز بها – و بفارق 4 ملايين دولار فقط – رقم Star Trek , الفيلم الذي تمسك بالمرتبة الرابعة في خامس أسبوعٍ على إطلاقه حقق حتى الآن 250 مليون دولار في الصالات الأمريكية وحدها , لكن هل ما زال حلم بيكسار مشروعاً الآن : تخطي الرقم الأسطوري لأنجح فيلمٍ في مسيرتها Finding Nemo , أي 340 مليون دولار ؟ أم أن إفتتاح 3 Ice Age هذا الأسبوع سيطيح بهذا الحلم .

الفيلم الجديد للنجمة كاميرون دياز و الذي تقوم ببطولته إلى جوار أبيغيل بريسلين تحت إدارة نيك كازافيتس My Sister’s Keeper تمكن من إثارة الإعجاب من خلال الـ 12 مليون دولار التي حققها رغم إفتتاحه في هذا التوقيت السيء جداً لعرضه , و يبدو تواجد دراما مؤثرة عن السرطان في ذروة أفلام الصيف الممتلئة بالنجوم و المؤثرات البصرية و الإثارة تماماً كمن يبحر عكس التيار , لكن يبدو أن وورنر برذرز فضلت أن تختبر نجومية كاميرون دياز في هذا التوقيت السيء و إن كانت كاميرون دياز لم تخيب آمالهم في هذا الشأن .

كوميديا هارولد راميس Year One التي يقوم ببطولته جاك بلاك و مايكل سيرا تراجعت بقوة خلال ثاني أسابيع عرضها و إحتلت المرتبة السادسة هذا الأسبوع محققةً ثلث عائدات أسبوع إفتتاحها فقط , الفيلم حقق هذا الأسبوع 5.8 مليون دولار أضافها لعائداته التي بلغت 32 مليون دولار في 10 أيام في إحباطٍ جديد لشركة Sony .

و في الأسبوع الثالث لعرضه توضع فيلم النجمين دنزل واشنطون و جون ترافولتا The Taking Of Pelham 123 في المرتبة السابعة من خلال 5.4 مليون دولار أضافها هذا الأسبوع , و من خلال 53.4 مليون دولار حققها هذا الفيلم خلال 17 يوماً من عرضه لا يمكن إعتبار ما حدث لفيلم دنزل و ترافولتا نجاحاً بأي شكلٍ من الأشكال خصوصاً بأنه يقدم لعشاق الإثارة ما يبحثون عنه خلال هذه الفترة من العام .

ثامناً حل Star Trek , قنبلة الخيال العلمي هذا الصيف حققت 3.6 مليون دولار هذا الأسبوع و تمكن من رفع عائداتها الإجمالية إلى 246 مليون دولار لكنها تراجعت الآن إلى المرتبة الثانية في قائمة أكثر أفلام العام تحقيقاً للعائدات .

بشكلٍ مماثل كان وضع Night At The Museum: Battle Of The Smithsonian الفيلم الجديد للنجم بن ستيلر في وجود نجومٍ آخرين ممتازاً و مثالياً بالنسبة لأفلام الصيف هذا الموسم , الفيلم الذي تصدر شباك التذاكر في أسبوع إفتتاحه - مقصياً الفيلم المنتظر Terminator Salvation في أسبوع إفتتاحه أيضاً - إستمر في تحقيق النجاحات التي ينشدها و بات الآن في وضع الرضا عما حققه , الفيلم حقق هذا الأسبوع 3.5 مليون دولار و أصبح في خزينته حتى الآن 163 مليون دولار فيما يبدو بأنه آخر أسابيعه ربما في الـ Top 10 خصوصاً مع إفتتاح Ice Age 3 و Puplic Enemies في نهاية الأسبوع .

و بإنجازٍ يعد جيداً قياساً على عدد الصالات التي أطلق فيها تمكن فيلم المخرج سام مينديس متواضع التكلفة Away We Go من إحتلال المرتبة العاشرة بعدما رفع عدد دور عرضه هذا الأسبوع إلى قرابة 500 صالة عرض , جنى الفيلم 1.6 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع في أول ظهورٍ له في الـ Top 10 , و حقق في عروضه المحدودة حتى الآن 4 ملايين دولار , و إن كان توسيع عدد الصالات خلال الفترة المقبلة مغامرةً لا يمكن التنبؤ بنتائجها بالنسبة لمنتجيه خصوصاً مع فيلمٍ متواضع التكلفة و خالٍ من النجوم و في هذه اللحظات الذروية من الموسم .



أكمل قراءة بقية الموضوع »

السبت، 27 يونيو 2009

يعرض على التلفيزيون 28-6-2009

Finding Neverland

بطولة : جوني ديب , كيت وينسليت , جولي كريستي , داستن هوفمان
إخراج : مارك فورستر

الفيلم المرشح لسبع جوائز أوسكار بما فيها أفضل فيلم عام 2004 يأتي من السويسري مارك فورستر مخرج Monster’s Ball مديراً جوني ديب بعد عامٍ واحد على قراصنة الكاريبي مانحاً إياه ترشيحاً آخراً لأوسكار أفضل ممثل , يتتبع الفيلم القصة التي لا يعرفها الكثيرون عن حياة السير جيمس ماثيو بيري الذي قدم للأطفال متعتهم الأخلد بيتر بان , يعايش الظروف التي ولدت لدى هذا الرجل إبداع هذه الكلاسيكية الشهيرة من خلال علاقةٍ جمعته بأرملةٍ ثلاثينية و أبناءها الأربعة و على الأخص تلك العلاقة الروحية التي تشكلت مع ثالثهم بيتر , فيلم عن موت الطفولة مع تقدمنا في العمر , و عن تلك التفاصيل الصغيرة التي تخلفها وراءها في نفوسنا , فيلم عن الخيال الذي لا يشيخ و عن السحر الذي يستمر في إضفاءه على حياتنا حتى و إن تقدم بنا العمر , فيلم مفرط في عاطفته و أحاسيسه دون أن يقع في أي فخٍ ميلودرامي , يتوجه أداءٌ رفيع المستوى من جوني ديب ..

يعرض الفيلم على قناة MBC MAX الأحد في الساعة 16:00 بتوقيت غرينيتش , و يعاد الإثنين في الساعة 09:00 بتوقيت غرينيتش .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

الجمعة، 26 يونيو 2009

متابعات نقدية : كاثرين بيغالو تقدم فيلماً غير مسبوق عن حرب العراق


إستمر فيلم المخرجة كاثرين بيغالو الجديد The Hurt Locker في نيل المزيد و المزيد من المراجعات النقدية الإيجابية خلال الأسابيع القليلة الماضية , و شكل الفيلم تحدياً حقيقياً لمخرجته مع الكم الوافر من الأعمال الوثائقية التي تناولت مؤخراً حرب العراق أو حتى تلك الأعمال الروائية التي تطرقت لها بشكلٍ أو بآخر , و بقيت مهمة كاثرين بيغالو عسيرةً في جلب الإهتمام إلى مادةٍ دسمة تحولت إلى سلعةٍ مستهلكة خلال العامين الماضيين , و يأتي النجاح الذي نالته بيغالو في فيلمها أقرب إلى المعجزة التي تحققت , أمرٌ يعد بالكثير من الأمل بخصوص أعمالٍ كهذه خصوصاً مع الإنتظار الذي يحظى به فيلم المخرج الإيرلندي المرموق بول غرينغراس عن حرب العراق Green Zone في وجود نجمٍ هو مات ديمون .

و يستند الفيلم إلى التجارب الحربية التي خاضها الصحفي مارك بول الذي رافق فرقة تفتيش حقيقية على الرغم من إبتداعه لتفاصيل القصة , يتتبع حرب العراق من عيون الأشخاص الذين عاشوها وهم الجنود الأمريكان , من خلال فريق مدفعية متجول في شوارع العراق يواجهون التهديد المستمر بالموت بواسطة الألغام المتفجرة و القنابل و رصاص القناصين , يعيشون قلقاً عميقاً و هم يخوضون لعبةً ليست لعبتهم و حرباً ليست حربهم , خصوصاً عندما تتلخص مهمتهم الحالية في تخليص المدينة من الألغام المبعثرة فيها , و عندما تصبح قيمة الإنسان ثانيةً واحدةً من الخطأ .

و الفيلم هو العمل السينمائي السابع لكاثرين بيغالو التي لم تحقق نجاحاً سينمائياً حقيقياً - على الرغم من مسيرتها التي تمتد لربع قرن - بإستثناء المديح الذي تلقته عن فيلم الرعب متواضع التكلفة Near Dark عام 1987 , و يأتي The Hurt Locker الذي يقوم ببطولته جيرمي رينر و غاي بيرس و ريف فاينز لينعش مسيرة المخرجة البالغة من العمر 57 عاماً .

و بدا الحماس واضحاً لدى عددٍ من النقاد الذين مالوا لإستخدام بعض العبارات اللذيذة في مراجعاتهم , حيث إمتدح الناقد الشهير بوب مونديلو إثارة الفيلم بقوة و قال في مراجعته ( عندما يتعلق الأمر بجذب إنتباه الجمهور , لا يوجد أفضل من تفجير البطل الرئيسي للفيلم خلال الدقائق الخمس الأولى !! ) , بينما إستلهم الناقد الكبير أيه أو سكوت في مراجعته في النيويورك تايمز بعضاً من روح الفيلم عندما صرح بقوة ( إذا لم يكن The Hurt Locker هو أفضل أفلام الحركة هذا الصيف سأفجر سيارتي !! ) و لا أدري كيف سيتأكد الرجل من نتيجة رهانه ..

و إمتدح الناقد برينت سيمون الفيلم و وصفه بالمتماسك جداً و رأى أهميته تنبع من كونه يركز بمهارةٍ على الشخصيات مانحاً إياها الثقل الأكبر على الرغم من كونه فيلماً حربياً , بالمقابل وصف الناقد جيفري إم أندرسون الفيلم بأنه نوع من التحف السينمائية التي يعشق الجمهور مشاهدتها فعلاً , بينما رأى فيه الناقد إدوارد هافينز نوعاً من أفلام الحرب التي يندر أن نشاهد لها مثيلاً من خلال تكثيفه العمل على منظور الشخص الأول أو The First Person رافعاً من رتم إثارته إلى منتهاه , و بدى الأدرينالين و كأنما يتدفق فى مراجعة الناقدة لورا كليفورد ربما كنوعٍ من التعصب النسائي لفيلمٍ تخرجه إمرأة خصوصاً مع كونه فيلم حرب تحديداً , حيث إعتبرت كليفورد الفيلم أفضل أفلام بيغالو حتى الآن و إعتبرته مهيأً لنيلٍ ترشيحٍ للأوسكار في كل فئة هو مهيأٌ لها , و رأى فيه الناقد جيف بيركشاير تصويراً مدهشاً و فظيعاً للشجاعة و الوحشية في آن , و مال الناقد برايان أورندورف لإعتبار سحر الفيلم نابعاً من قدرته على صناعة ترقبٍ فريد من نوعه - هو الأفضل برأيه هذا العام – إستطاع من خلاله خلق إثارة سيكولوجية عميقة على صعيد شخصياته بالرغم من أجواء الحرب التي يعيشها المشاهد معهم ..

من جهةٍ أخرى ركزت بعض المراجعات على الصورة المغايرة للمعتاد التي يقدمها الفيلم عن العراق خصوصاً مع التعتيم الإعلامي الذي مارسته الحكومة الأمريكية على المعارك هناك , حيث إعترف الناقد الكبير جيمس بيراردينيللي بشعوره كأميركي تجاه هذا العمل و اعتبر بأنه ( يقدم العراق - أكثر من أي فيلمٍ آخر – بالصورة التي لم نشاهدها عليها في نشرات الأخبار المسائية ) , و إمتدح الناقد إدوارد دوغلاس في الفيلم تمكنه من جعل مشاهده ينسى كل شيء إعتقد بأنه يعرفه عن الحياة اليومية للجنود الأمريكيين في العراق , بينما رأى سكوت فونداس بأن سحر الفيلم يأتي من عدم توجيهه المشاهد لتبني وجهة نظرٍ ما , بل يتعمد أن يضعه فقط في بيئةٍ لم يعتدها هي البيئة التي عاشها بعض الأمريكيين هناك في العراق - و هي بيئة مغايرة للصورة التي عرفها الأمريكيون عن وضع جنودهم في هذا البلد - و ترك لهذه البيئة المولّدة أن تتكفل بتشكيل وجهة النظر المطلوبة ,.

و في مقاله في مجلة التايم واسعة الإنتشار وصف الناقد الشهير ريتشارد كورليس الفيلم بأنه ( فيلمٌ شبه مكتمل عن الرجال المحاربين , الرجال العاملين , يقول – من خلال صورةٍ قوية و أكشن غاية في العنف – بأنه حتى الجحيم بحاجة إلى أبطال ) , بينما جاءت عبارة الناقد جيمس بروكي فاتنةً عندما قال ( الفيلم يبدو - و يعطي إحساساً بكونه - مثل أي فيلم أكشن رائع , لكن هناك قطعة من الفن تنطلق من خلاله و تنفجر في رأسك و قلبك أثناء مشاهدته ) ..

و رأى ديفيد دونبي الناقد الكبير في النيويوركر بأن الفيلم هو كلاسيكية بسيطة عن التوتر و الخوف و الشجاعة سيتم دراستها بعد عشرين عاماً من الآن عندما يريد الناس أن يفهموا مالذي حدث للجنود الأمريكان في العراق , بينما جاءت عبارة الناقد الكبير بيتر ترافيرز موجزة لكل هذا الحديث النقدي عندما وصف الفيلم بأنه ( فيلمٌ عن حرب العراق لأولئك الذين لا يحبون أفلام حرب العراق ) .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

لأول مرة منذ 65 عاماً : 10 أفلام ستنال الترشيح لأوسكار أفضل فيلم


في خبرٍ فاجأ الكثيرين على مدى اليومين الماضيين , أعلنت الأكاديمية الأمريكية للعلوم و الفنون بأنها فتحت الباب أمام 10 أفلام هذا العام لترشح في فئة أفضل فيلم لجوائزها السنوية الأشهر في مجال الفنون السينمائية ( الأوسكار ) .


الخبر الذي أوردته مجلة Variety قبل يومين أعلن رسمياً على لسان رئيس الأكاديمية سيد جانيس في مقرها في بيفرلي هيلز فتح المجال أمام 10 أفلام لتتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم في الدورة الثانية و الثمانين التي ستقام مراسمها على مسرح كوداك في السابع من شهر مارس 2010 , في عودةٍ مباغتة من الأكاديمة للنظام الذي كان معمولاً به في السابق , حيث كان آخر من فاز بالجائزة بين عشرة مرشحين لها هي تحفة مايكل كورتيز العظيمة Casablanca عام 1943 .

و بدى سيد جانيس شديد الحماس لقرار الأكاديمية , وقال جانيس بأن ( وجود عشرة مرشحين للجائزة سيمنح مصوتي الأكاديمية مجالاً أكبر لتكريم عددٍ أكبر من أفلام العام عوضاً عن رؤيتها فقط مرشحةً في فروع الجائزة الأخرى بعدما سقطت من حسبة الجائزة الأهم ) .

و أجمع المراقبون و وسائل الإعلام التي ناقشت هذه الخطوة بأن القرار يعود في الواقع إلى الإستثناء الفريد من نوعه الذي تعرض له فيلم كريستوفر نولان The Dark Knight من فئتي أفضل فيلم و مخرج العام الماضي على الرغم من النجاح الساحق الذي حققه و هو الإستثناء الذي إعتبره البعض أسوأ سقطةٍ في تاريخ الفئة , بسبب التقييم النقدي العام للفيلم و الذي فرضه أفضل أفلام 2008 علاوةً على 530 مليون دولار فرضته ثاني أكثر الأفلام نجاحاً في تاريخ شباك التذاكر الأمريكي إضافةً لترشيحه لثمان جوائز أوسكار , و هي توقعات إعتبرت The Dark Knight واحداً من أكثر الأفلام تأثيراً في مسيرة الأكاديمية من واقع الدور الذي لعبه في تحريكها بإتجاه قرارٍ كهذا لم يتم العمل به منذ 65 عاماً .

و تنفس بعض المراقبين الصعداء بخصوص إمكانية رؤية الأفلام الرسومية العظيمة و الأفلام الناطقة بغير الإنجليزية ( مع وجود طرف إنتاج أميركي لها ) مرشحةً أيضاً في فئة أفضل فيلم , و أن لا يقتصر تكريمها فقط على فئة أفضل فيلم رسومي أو أفضل فيلمٍ أجنبي , خصوصاً بعد التجاوز الذي لقيه أيضاً فيلم بيكسار العظيم WALL.E العام الماضي على الرغم من المديح النقدي الإستثنائي الذي ناله , و هو قرار يبدو مبشراً بالنسبة لخلفه الجديد Up الذي يفترض قياساً على النجاح و الإستقبال النقدي الكبير الذي حظي به أن يكون مرشحاً في فئة أفضل فيلم أيضاً هذا العام .

و حرمت المقاعد الخمس التي تقتصر عليها ترشيحات فئة أفضل فيلم أفلاماً مهمةً جداً خلال هذا العقد من نيل ترشيح في هذه الفئة على الرغم من الإستقبال المهم الذي لقيته , نذكر منها Almost Famous و Requiem for a Dream عام 2000 , Mulholland Drive عام 2001 , Far From Heaven عام 2002 , Finding Nemo عام 2003 , Eternal Sunshine of The Spotless Mind عام 2004 , A History of Violence عام 2005 , Pan’s Labyrinth و United 93 عام 2006 , The Diving Bell & The Butterfly عام 2007 , بالإضافة إلى فيلمي كريس نولان و أندرو ستانتون العام الماضي .

يذكر أن أسماء المرشحين العشرة للجائزة هذا العام سيتم الإعلان عنهم في الثاني من فبراير 2010 .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 26-6-2009

Chéri

بطولة : ميشيل بفايفر , كاثي بيتس , روبير فريند
إخراج : ستيفن فريرز

تدور أحداث الفيلم في عشرينيات القرن الماضي في باريس ضمن أجواء المحظيات الباريسيات حيث تجبر الظروف إبن إحدى المحظيات على إنهاء علاقته بإحدى صديقات والدته , لكن العلاقات بين هذا الثالوث تبدأ بالتحول إلى ( علاقات خطرة ) .

من ثالوث ( علاقات خطرة ) عام 1987 الكاتب كريستوفر هامبتون و المخرج ستيفن فريرز و النجمة ميشيل بفايفر يأتي العمل الذي من المفترض أن يعيد ميشيل بفايفر إلى الواجهة من جديد , الحديث بدأ باكراً جداً عن أداء ميشيل بفايفر في الفيلم , المراجعات النقدية حتى الآن لم تسانده , لكن وقوف بعض النقاد الكبار إلى جواره سيجعله فيلماً مهماً للمشاهدة .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 26-6-2009

My Sister's Keeper

بطولة : كاميرون دياز , أبيغيل بريسلين , أليك بالدوين
إخراج : نيك كازافيتس

تواجه آنا فيتزجيرالد والديها عندما تكتشف بأنهما أنجباها لغرض , و بأنها أملهما الوحيد في المساعدة الطبية التي ستقدمها لشقيقتها الأكبر المصابة باللوكيميا .

على الرغم من التوقيت السيء لعرض فيلمٍ من هذه النوعية , يراهن نيك كازافيتس مخرج The Notebook على إستدرار دموع مشاهديه من جديد في هذه الدراما المؤثرة , المراجعات النقدية التي تلفاها الفيلم حتى الآن ستقف إلى جوار توقيته السيء ضده بالتأكيد , رغم الحديث عن أداءٍ منعش من أبيغيل بريسلين .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 24-6-2009

Transformers: Revenge of the Fallen

بطولة : شيا ليبوف , ميغان فوكس , جوش دوهامل
إخراج : مايكل باي

قوات ديسبتيكون تعود للأرض في مهمةٍ خاصة من أجل سام ويتويكي الذي بات يعرف الآن حقيقة نشأة المتحولات , و تنضم إلى مهمةٍ لحماية الجنس البشر ضمن قوات تحالفٍ دولية في معركةٍ ملحمية جديدة .

جزء جديد من الفيلم الذي حقق نجاحاً و شهرةً واسعين عند عرضه قبل عامين , شيا ليبوف أصبح نجماً مهماً الآن بعد فيلمي Indian Jones و Eagle Eye , و عدد المتحولات في هذا الفيلم أصبح أكبر مما أتاح مساحةً أوسع لعمل المؤثرات الخاصة , الفيلم أفتتح باكراً هذا الأسبوع مما سيتيح له فرصةً أكبر لتحقيق الأمل الذي يعوله عليه البعض في تحطيم أرقامٍ قياسية جديدة , المراقبون يتوقعون له أن يكسر إفتتاحية The Dark Knight خلال الأيام الخمسة لإفتتاحه , لكن هل تبدو الـ 158 مليون دولار سهلة المنال إلى هذا الحد ؟!





أكمل قراءة بقية الموضوع »

ديفيد فينشر لإخراج قصة مبدع الفيس بوك


ذكرت بعض الأنباء الواردة من هوليوود بأن شركة كولومبيا أصبحت في مرحلةٍ متقدمة من المفاوضات مع المخرج الشهير ديفيد فينشر للتصدي لإخراج فيلمها الجديد The Social Network الذي كتبه آرون سوركين عن قصة نشأة و تأسيس أشهر الشبكات الإجتماعية على شبكة الإنترنت و أوسعها إنتشاراً Facebook .

و سيركز الفيلم على تطور الشبكة العملاقة منذ إبتداعها عام 2004 على يد طالب جامعة هارفرد مارك زوكربيرغ الذي أراد من خلالها التواصل مع زملاءه في حرم الجامعة , إلى أحد أكثر مواقع الشبكة العنكبوتية طغياناً و تأثيراً بأكثر من ربع مليار مشترك .

زوكيربرغ البالغ من العمر الآن 24 عاماً و الذي تقدر ثروته الحالية بثلاثة مليارات دولار تم إعلانه من قبل مجلة فوربز الشهيرة كأصغر ملياردير في العالم و أصغر ملياردير عصامي في التاريخ , إستطاع من خلال شبكته المصغرة في جامعة هارفرد أن يوسع المشروع إلى موقع ضخم ( رابع أكبر المواقع في العالم حالياً بعد غوغل و ياهو و يوتوب ) تقدر قيمته الإسمية بـ 16 مليار دولار .

و تبدو قصة نجاح Facebook ملهمةً للكثيرين , و يبدو الأمر مثيراً تحويلها إلى عملٍ سينمائي خصوصاً على يد واحد من أكثر مخرجي الإثارة خصوصية هو ديفيد فينشر , و سيكون هذا العمل الأول في أجندة الرجل بعد ترشيحه لأوسكار أفضل إخراج مؤخراً عن عمله المرشح لثلاث عشرة جائزة أوسكار العام الماضي The Curious Case of Benjamin Button .

يذكر بأن المصادر ذاتها حددت نهاية هذا العام كموعدٍ لبدء تصوير الفيلم دون أن تذكر أي تفاصيل عن طاقم نجومه .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

الخميس، 25 يونيو 2009

زانغ يمو يعيد باكورة أعمال الكوينز


في مغامرةٍ فريدةٍ في مسيرةٍ حافلةٍ بالنجاحات بدأ الرمز الأهم للسينما الصينية زانغ يمو منذ أيام تصوير فيلمه السينمائي القادم The Stunning Case of the Three Gun Shots , وهو الفيلم الذي يشكل إعادة للظهور السينمائي الأول للأخوين جويل و إيثان كوين عام 1984 في Blood Simple .

و بدأ تصوير الفيلم - وفقاً لمصادر في شركة الإنتاج التي يمتلك زانغ يمو جزءاً منها - في التاسع من هذا الشهر إستعداداً لإطلاقه في توقيتٍ متأخر من هذا العام , و سيقوم ببطولة الإثارة الصينية كل من سن هونغلي و زياو شينيانغ و يان ني .

و يعد العمل السينمائي المشروع الأول في أجندة يمو الخالية منذ أن أشرف الرجل على حفل إفتتاح و ختام أولمبياد بكين العام الماضي , حيث كرس الرجل جزءاً كبيراً من وقته لخوض تلك التجربة و تحديداً منذ آخر أفلامه Curse of the Golden Flower مع النجمين تشاو يون فات و غونغ لي .

و تعد التجربة فريدةً من نوعها في مسيرة العملاق الصيني الذي إقترن إسمه على الدوام بالنجاحات , و قاد السينما الصينية إلى أرفع المحافل السينمائية الدولية على مدى العقدين الماضيين , و من المتوقع قياساً لما عوّد الرجل عشاقه أن يقوم بمنح هذه الإثارة النوارية مذاقاً صينية خالصاً و هو الذي إشتهر على الدوام بعشقه الشديد للروح الصينية العظيمة و تسخيره جميع أفلامه مسرحاً لإسقاطات عديدةٍ على الصين المعاصرة .

و يحكي أصل الكوينز قصة مثيرةً عن مالك حانةٍ تكساسي يستأجر محققاً خاصاً للإيقاع بزوجته الخائنة و عشيقها الموظف في الحانة , قبل أن تتداعى الأمور و لا تسير تماماً وفق ما رسم لها , و شكل الفيلم واحداً من أفضل ( الإنطلاقات ) في تاريخ هوليوود لدرجة دفعت ببعض النقاد لإعتبارها البداية الأفضل لمخرج منذ فيلم أورسون ويلز Citizen Kane عام 1941 , و دفع بكاتبيه جويل و إيثان كوين إلى مرتبة الصدارة ضمن أهم الآمال الهوليوودية منتصف الثمانينيات , كما شكل اللقاء الأول بين جويل كوين و زوجته الممثلة فرانسيس مكدورماند و هو اللقاء الذي تكرر أكثر من مرة قبل أن يقودها بعد 12 عاماً لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثلة عام 1996 عن رائعتهما الأخرى Fargo , قبل أن ينتظر الأخوان 11 عاماً أخرى ليظفر كلٌ منهما بثلاث جوائز أوسكار عن تحفتهما العظيمة No Country for Old Men .

يذكر أن زانغ يمو سيتفرغ بعد إنتهاء التصوير للتحضير لإحتفالية الصين بذكرى مرور 60 عاماً على الصين الشيوعية .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

الثلاثاء، 23 يونيو 2009

صور أليس في بلاد العجائب تجتاح الإنترنت


خلال بضع ساعات من إطلاقها على USA Today , إجتاحت الإنترنت الصور الترسيمية لـ ( أليس في بلاد العجائب ) العمل السينمائي المرتقب بشدة لأحد أهم سادة الفانتازيا في تاريخ هوليوود تيم بيرتون عن رائعة لويس كارول الأدبية الشهيرة , و هو الفيلم الذي يقوم ببطولته جوني ديب و آن هاثاواي و هيلينا بونهام كارتر و مات لوكاس و كريسبن غلوفر إلى جوار الشابة الصاعدة مايا واسيكوفسكا في دور آليس .

و عرضت اللوحات الترسيمية الصور المرتقبة لآليس الصغيرة تتجول في بلاد العجائب , إلى جوار صورةٍ لـ Mad Hatter الذي يقوم بدوره جوني ديب , و الملكة البيضاء التي تقوم بدورها آن هاثاواي , إضافةً إلى صورةٍ للملكة الحمراء التي تقوم بدورها هيلينا بونهام كارتر , كما يظهر في إحدى الصور الثنائي تويدليدي و تويدليدوم بيضاويي الشكل الذين يقوم بأدائهما مات لوكاس .

و يبدو منبع الإستقبال الكبير الذي قوبلت به الصور آتياً من حجم الإنتظار و الترقب الذي يحظى به الفيلم , جزئيةٌ عزاها الكثيرون إلى كون هوليوود لم تقدم إقتباساً محترماً و فخماً للرائعة الأدبية الفانتازية العظيمة عن ترويض النفس , قبل أن يوضع المشروع أخيراً في يد أمهر من يمكن أن يتعامل مع الأعمال الفانتازية : تيم بيرتون .

و يبدو من واقع الصور التي أطلقها منتجو الفيلم بأن جوني ديب خضع ( كعادة لقاءاته مع تيم بيرتون ) لعملية ماكياج ثقيلة تضمنت جميع ملامح وجهه كما يبدو في الصورة أعلاه , كما عولجت هيئة هيلينا بونهام كارتر حاسوبياً لإعطاءها مظهر الرأس المنتفخ للملكة الحمراء , في حين بدت آن هاثاواي مثاليةً في دور الملكة البيضاء الجميلة التي أطاحت بها شقيقتها .

و تحكي الرواية قصة آليس إبنة السابعة عشر التي جلست ذات يومٍ لتقرأ كتاباً على ضفة نهرٍ مع شقيقتها , و فجأةً شاهدت أرنباً ابيضاً فإرتدت معطفها و ذهبت وراءه , قبل أن تقع في جحر الأرنب لتجد نفسها في مكانٍ غريب يتقلص فيه حجمها و يكبر وفقاً لتعليمات تجدها في طريقها , تلتقي هناك بشخصيات غايةٍ في الغرابة , تساهم بشكلٍ او بآخر في ترويض أليس و تهيئتها لفهم الحياة بشكلٍ أفضل .

و كانت الأعمال السينمائية التي إستلهمت الرواية أكثر نجاحاً و قبولاً من تلك التي إقتبستها , نذكر منها The Wizard of Oz و Spirited Away و مؤخراً Coraline , لذلك تبدو الآمال معلقة بقوة على محاولة تيم بيرتون ترويض الرواية الخالدة في إقتباسٍ سينمائي محترم يليق بها .

و يعد هذا العمل اللقاء السينمائي السابع بين المخرج تيم بيرتون و صديقه المقرب و نجمه الأثير جوني ديب بعد ستة أفلامٍ ناجحة توجاها مؤخراً بترشيح جوني ديب لجائزة أوسكار أفضل ممثل قبل عامين عن فيلم Sweeney Todd , كما يشكل أيضاً اللقاء الرابع لهما مع زوجة تيم بيرتون البريطانية هيلينا بونهام كارتر .

و تم تصوير الفيلم في تكتم إعلاميٍ شديد , و تم الإنتهاء من التصوير – وفقاً لما ذكره منتج الفيلم ريتشارد زانوك – في شهر ديسمبر الماضي بعد 40 يوماً فقط من التصوير , و ما يزال العمل خاضعاً الآن لعمل المؤثرات الخاصة و الصور الرسومية المدمجة إستعداداً لعملية المونتاج الختامية , كما سيتم تحويله أيضاً إلى فيلمٍ ثلاثي الأبعاد , قبل أن يتم إطلاقه رسمياً في الخامس من مارس 2010 و هو توقيت قد يجعله أول المفاخر السينمائية خلال العقد القادم خصوصاً مع كونه يجيء قبل يومين فقط من ختام الموسم الحالي في حفل الأوسكار المقبل .

يمكن أن تضغط على الصور أدناه لرؤيتها مكبرة









أكمل قراءة بقية الموضوع »

مبدع Prison Break يعود إلى السينما


وفقاً لمجلة Variety من المقرر أن يقوم أدريان برودي و إليجا وود و فوريست ويتاكر و كام جيغانيت بأدوار البطولة في الإثارة القادمة The Experiment , الإعادة الهوليوودية للإثارة الألمانية الشهيرة من المخرج المرموق أوليفر هيرشبيغل Das Experiment و التي قوبلت بحماس جماهيري واسع عند إطلاقها عام 2001 .

و سيقوم بول شيورينغ مبدع و كاتب سلسلة Prison Break الشهيرة بإخراج الفيلم , في تحولٍ يبدو مدروساً جداً من قبله نظراً لطبيعة هذا العمل السينمائي , و هي التجربة السينمائية الثانية لشيورينغ الذي حقق بسلسلته التلفيزيونية نجاحاً منقطع النظير و جماهيرية تفوق الوصف .

و يحكي العمل السينمائي الألماني قصة مجموعةٍ من الرجال تقرر الإندماج في لعب دور حراس سجنٍ و نزلاءه أيضاً كجزءٍ من دراسةٍ بحثية , لكن الأمور لا تسير على مايرام عندما يبدأ بعضهم بإنتهاك القواعد و الإندماج الكامل في لعب أدوارهم , و سيقوم أدريان برودي بدور زعيم السجناء و سيلعب فوريست ويتاكر دور حارس في السجن , بينما لم يذكر تقرير المجلة أي شيء عن الأدوار التي من المقرر أن يلعبها إليجا وود و كام جيغانيت .

و يبدو العمل السينمائي الهوليوودي إختياراً موفقاً لشيورينغ ليبدأ مسيرته السينمائية , خصوصاً مع كون الأصل يحمل الكثير و الكثير من الإثارة و القلق و لن يبتعد به كثيراً عن أجواء سلسلته التلفيزيونية الشهيرة التي صنع من خلالها أجواء الإثارة ذاتها لدى متابعيها .

يذكر بأن أدريان برودي ظهر مؤخراً في بطولة الكوميديا التشويقية The Brothers Bloom , و كان Powder Blue آخر أعمال فوريست ويتاكر , و سيظهر كام جيغانيت ( وهو الوجه الجديد الذي شاهدناه في Twilight ) قريباً في فيلم The Roommate , بينما سنستمع لصوت إليجا وود قريباً جداً في الفيلم الرسومي المرتقب 9 .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

الاثنين، 22 يونيو 2009

شباك التذاكر الأمريكي 21-6-2009

كتب : عماد العذري

ساندرا بولوك في المقدمة ؟ نعم , لكن المفاجأة لم تكن هنا , النجمة التي بدت و كأنما تسير بنجوميتها نحو الأفول إحتلت صدارة شباك التذاكر هذا الأسبوع من خلال الكوميديا الرومانسية الجديدة The Proposal الذي حقق أكبر إفتتاحية في مسيرة ساندرا بولوك , الفيلم تمكن في الأيام الثلاثة الأولى لعرضه من إلتهام 34 مليون دولار أي ضعف ما حققه أفضل أفلام ساندرا بولوك قبله Premonition في إفتتاحيته ربيع عام 2007 , ساندرا بولوك تمكنت من العودة للواجهة الهوليوودية من جديد على الرغم من المخاوف التي كانت تراود منتجي الفيلم من أن ينال مصير فيلم النجمة العائدة جوليا روبرتس الأخير Duplicity .

الإنجاز الحقيقي الذي يمكن أن يحسب لفيلم ساندرا بولوك هو أنه تمكن من تحقيق هذا الرقم و بلوغ الصدارة في ذروة موسم أفلام الصيف , متحدياً النمطية المعتادة في هذه الفترة التي تطغى عليها أفلام السوبر ستارز الكبار و التكاليف الضخمة و الإبهار البصري , الكوميديا الرومانسية التي تنتجها ديزني تمكنت من كسر هذا الحاجز و أعادت ساندرا بولوك من جديد إلى صدارة شباك التذاكر , و الأهم إلى هذا النمط من الأفلام التي برعت فيها و إكتسب جزءاً كبيراً من شعبيتها و جماهيريتها من خلالها .

بتراجع بسيط عن إنجازه الأسبوع الماضي جاء مفاجأة أفلام الصيف هذا الموسم The Hangover في المرتبة الثانية هذا الأسبوع بعد أسبوعين قضاهما في الصدارة , الكوميديا المجنونة حققت هذا الأسبوع 26.8 مليون دولار و تمكنت من رفع إجمالي عائداتها إلى رقم ضخم بلغ 152.9 مليون دولار خلال 17 يوماً , و مع خلو الميدان من منافسٍ كوميدي حقيقي فإن الفيلم يبدو مهيأً جداً لتعزيز هذا الرقم خلال الأسبوعين القادمين , على الأقل حتى يفتتح Bruno في العاشر من يوليو .

و في الأسبوع الرابع على إفتتاحه ما يزال فيلم بيكسار الجديد Up في المقدمة , الرائعة الرسومية الجديدة أضافت هذا الأسبوع 21.3 مليون دولار و رفعت من عائداتها الإجمالية إلى 224 مليون دولار , و تجاوزت مبكراً جداً العائدات الإجمالية الضخمة التي حققها فيلما بيكسار الناجحين Wall-E عام 2008 و Ratatouille عام 2004 في مجمل بقاءهما في صالات العرض حينها , و يبدو الفيلم في طريقه قريباً جداً للإطاحة بفيلم الفضاء Star Trek على رأس أكثر أفلام 2009 حصداً للملايين في الصالات الأمريكية , ليس هذا فقط لكنه مهيأ أيضاً للحفاظ على هذا المستوى من العائدات أسبوعاً آخراً لخلو الساحة من الأفلام الرسومية حتى إفتتاح Ice Age 3 في الأول من يوليو .

في المرتبة الرابعة هذا الأسبوع إفتتح فيلم هارولد راميس الجديد Year One الذي يقوم ببطولته جاك بلاك و مايكل سيرا , الفيلم لم يتمكن من جلب ما هو أكثر من 20.2 مليون دولار , و إن كان الرقم يبدو جيداً إذا ما تذكرنا بأنها ليست الكوميديا الوحيدة في الساحة الآن , بل أن أسياد الساحة هذا الأسبوع هم أفلام الكوميديا , يبقى التساؤل إلى أي مدى يمكن أن يمضي هذا الفيلم قدماً خلال الأسابيع المقبلة .

الإثارة الجديدة من المخرج توني سكوت و التي يقوم ببطولتها النجمان دنزل واشنطون و جون ترافولتا The Taking of Pelham 123 لا تبدو في وضعٍ أفضل من الوضع الذي عاشته في أسبوع إفتتاحها , الفيلم تراجع في ثاني أسابيع عرضه إلى المرتبة الخامسة من خلال 11.3 مليون دولار حققها هذا الأسبوع , الفيلم أصبح في حوزته الآن 43 مليون دولار و هو رقمٌ متواضعٌ للغاية قياساً للآمال التي بنيت عليه خصوصاً بأنها بدت الفرصة الأخيرة له مع الإفتتاح المرتقب لفيلم الإثارة و الأكشن الجديد من المخرج مايكل باي Transformers 2 يوم الخميس المقبل .

بالمقابل تبدو العائدات التي تحققها كوميديا بن ستيلر الجديدة Night At The Museum: Battle Of The Smithsonian نجاحاً حقيقياً لهذا الفيلم الذي أضاف هذا الأسبوع 7.3 مليون دولار مكنته من إحتلال المرتبة السادسة , و مع 155 مليون دولار حققها في صالات العرض الأمريكية يبدو هذا واحداً من أفضل نجاحات الموسم .

نجم الموسم Star Trek إحتل المرتبة السابعة هذا الأسبوع بـ 4.7 مليون دولار أخرى , فيلم الخيال العلمي الفضائي أكد زعامته على أفلام عام 2009 من خلال 237 مليون دولار حققها حتى الآن في شباك التذاكر الأمريكي , و إن كان فيلم بيكسار الجديد Up بات على بعد 12 مليون دولار فقط من هذا الرقم إلا أن هذا لا يقلل أبداً من حقيقة أن جي جي آبرامز تمكن من خلق معادلةٍ صعبةٍ للغاية هذا الصيف و أعاد بقوة أفلام المغامرات الفضائية إلى الواجهة الهوليوودية من جديد .

و في واحدة من أسوأ السيناريوهات المحتملة لفيلمٍ كلف قرابة 130 مليون دولار يبدو فيلم ويل فاريل المخيب Land Of The Lost و كأنما يغادر شباك التذاكر على إستحياء بعد ثلاثة أسابيع فقط على إطلاقه , الفيلم عجز هذا الأسبوع عن تحقيق ما هو أفضل من 3.9 مليون دولار في المرتبة الثامنة , و رفع من عائداته في الولايات المتحدة إلى 73 مليون دولار بعيداً بقرابة ستين مليون دولار عن تكلفته الإجمالية .

في المرتبة التاسعة هذا الموسم توضع Imagine That الذي أضاف إلى رصيده المتواضع 3.1 مليون دولار , الفيلم أصبح في حوزته في ثاني أسابيع عرضه مبلغ 11.3 مليون دولار , و لا يبدو بأنه سيستمر ليحقق ما هو أفضل بكثير من هذا الرقم .

و بثلاثة ملايين دولار أضافها هذا الأسبوع ودع فيلم المخرج ماك جي Terminator: Salvation و هو الإصدار الرابع في سلسلة الخيال العلمي الشهيرة قائمة الـ Top 10 محتلاً المرتبة العاشرة , محققاً رصيداً إجمالياً يبدو متوسطاً قياساً للآمال و الطموحات التي علقت عليه , الفيلم حقق حتى الآن 120 مليون دولار و يعول كثيراً على عرضه العالمي ليجعل هذا الإنتظار يبدو نجاحاً مادياً حقيقياً .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

السبت، 20 يونيو 2009

يفتتح هذا الأسبوع 19-6-2009

Whatever Works

بطولة : لاري ديفيد , إيفان ريتشل وود , هنري كافيل
إخراج : وودي آلن

ستيني غريب الاطوار يلتقي بحسناء جنوبية شابة و يقع في حبها , مثيراً في علاقته هذه عدداً من المشاكل مع عائلتها و أصدقاءه في مدينة نيوريورك .

الفيلم الجديد لوودي آلن لا يبدو بأنه يبلي حسناً مقارنةً بأفلامه الأخيرة , و هو من خلال هذا السيناريو يبدو و كأنما يسلط الضوء على حياته الشخصية عندما تزوج من إبنة عشيقته ميا فارو بالتبني , علاقة وودي آلن بشباك التذاكر ليست حميمية , لكنه فوق كل هذا يبقى فيلماً منتظراً , نعم فهو على الأقل فيلمٌ لوودي آلن .




أكمل قراءة بقية الموضوع »

الجمعة، 19 يونيو 2009

X-Men Origins: Wolverine

كتب : عماد العذري 

بطولة : هيو جاكمان , ليف شريبر , رايان رينولدز 
إخراج : غايفن هود
 
في الفيلم السينمائي الرابع لسلسلة السوبر هيروز الشهيرة من شركة مارفل X-Men  يتناول المخرج الجنوب أفريقي غايفن هود منشأ البطل الأعظم للسلسلة رجل المخالب الذي لا يقهر وولفرين. يعود بنا إلى البدايات في ليلة سوداء من عام 1845 يقتل فيها لوغان الصغير والده الحقيقي دون أن يدري إنتقاماً لوالده المزيف في نوبة غضب عارمة أطلقت – لأول مرة – مخالبه من أماكنها وأظهرت لرفيقه فيكتور كريد – الذي أصبح وفقاً لأحداث هذه الليلة أخاه غير الشقيق – أي إنسانٍ هو أخوه. يكتشفان سويةً القدرات الخارقة التي ولدا بها والدماء المطفّرة التي تسري في عروقهما ، وعلى مدى عقود عديدة وجدا نفسيهما لا يشيخان ، قاتلا في الحرب الأهلية الأمريكية والحربين العالميتين وحرب فيتنام ، وإنضما إلى فرقةٍ حكومية سرية من أجل القيام ببعض المهمات الخاصة التي تستلزم قدراتهما غير الطبيعية ، قبل أن يفرق بينهما آخر شيء تصورا أن يفرق بينهما في يومٍ ما : الإنسانية ! 

قبل ثلاثة أعوام من هذا الفيلم منح الجنوب أفريقي غايفن هود بلاده أوسكارها الأول في فئة أفضل فيلم أجنبي عن فيلم Tsotsi. بعدها بعام أوكلت له مهمة إخراج واحدٍ من أكثر أفلام 2007 إنتظاراً ، لكن Rendition لم يلق الحفاوة ذاتها التي قوبل بها سلفه الأفريقي على الرغم من نجوم الصف الأول الذين تواجدوا فيه : ميريل ستريب و ريس ويذرسبون و جيك جيلنهال و آلن آركن. مع ذلك ، بقيت النقاشات التي حظي بها الفيلم ضمن إطار الدائرة ذاتها التي وضع فيها Tsotsi ، فكلاهما حملت حبكته ذاتها النصيب الأكبر من أهميته ، على الرغم من تباين النتيجة بينهما. لكن مع إعلان شركة مارفل إسناد المهمة الأولى في سلسلتها الجديدة Origins التي تتحرى أصول أبطال X-Men ونشأتهم إلى المخرج الجنوب أفريقي حتى وضعت قلوب عشاق مارفل على الأكف ، فالفيلم يشكل نقلةً نوعيةً كبرى وتحولاً يصعب التنبؤ بنتائجه خصوصاً مع كون هكذا عمل يحتاج لخبرة مخرجٍ هوليوودي حقيقي يدرك جيداً كيف يمسك عصا أفلامٍ كهذه من منتصفها مقدماً إقتباساً جيداً ومتعةً بصرية ترضي عشاق السلسلة. في هذا السياق يمكنني أن أقول بأن غايفن هود لم يكن أهلاً لهذه المسئولية ! 

في بدايات هذا الفيلم يعود بنا غايفن هود إلى اللحظة الأولى التي إكتشف فيها جيمس لوغان أي المخلوقات هو. الفتى المريض الذي يجد والده مقتولاً فيقتل قاتله في نوبة غضب قبل أن يكتشف بأن القاتل هو والده الحقيقي وأن صديقه فيكتور كريد (إبن القاتل) ما هو إلا أخوه الأكبر ! بداية تبدو من منظورٍ ما مشوقةً ومختصرةً وكافيةً ، لكنها تبدو من زاويةٍ أخرى مفرطةً في الهزلية ، حتى أنها تبدو أكثر هزلية من عمل الكوميكس ذاته ! هذه الهزلية لا تبدو عابرة خصوصاً مع الفلاشباكات التي تعقب مشهده الإفتتاحي. ترينا هذه الفلاشباكات المقتضبة ما فعله لوغان وفيكتور في ذروة شبابهما عندما قاتلا في الحرب الأهلية الأمريكية والحربين العالميتين وحرب فيتنام مستعرضاً بطريقةٍ مباشرة عنف فيكتور كريد الذي لا يمكن تجاهله. في هذه الفلاشباكات سنتساءل عن جنسية لوغان الفعلية : هل الرجل كندي فعلاً كما يدعي و كما يقول مكان ولادته ونشأته ؟ و كيف يمكن تبرير هذا الإدعاء مع التداخل الواضح الذي نجده في مسيرة الرجل و خدمته للولايات المتحدة ؟ ربما يبدو تساؤلاً عابراً في بداية الفيلم لكنه ما يلبث أن يطفو على السطح مجدداً عندما يهرب لوغان من الوضع الجديد الذي وجد نفسه فيه تحت قيادة العقيد سترايكر وكم العنف والدموية التي واجهها في عملياته معه. لوغان يعود إلى كندا حيث يقيم هناك لفترةٍ من الزمن رفقة فتاةٍ حسناء تدعى كايلا سيلفرفوكس ، ثم يرفض العمل مع سترايكر مجدداً بحجة كونه كندياً ! تشويش ربما يبدو بسيطاً إلى درجة السذاجة لكنك لا تستطيع الهرب منه ! 

إهتزاز الفيلم أيضاً - في بعض مراحله - يبدو عنيفاً وغير قابل للتجاوز خصوصاً في المرحلة التي يحدث فيها إنقسام لوغان على مجموعة العقيد سترايكر والتوحش (الحيواني) الذي يصيب شخصية فيكتور كريد دون مبرر منطقي أو تحول تدريجي يمكن التعامل معه. فجأةً يجد المشاهد نفسه مجبراً على التعامل مع شخصية متوحشة وعنيفة (لا تدري هي ذاتها سبباً أو هدفاً لذلك !) و شخصية تنبذ العنف وإراقة الدماء ! وهي جزئية نتجاوزها بسهولة في شخصية وولفرين من واقع معرفتنا المسبقة بها من أفلام السلسلة السابقة. هذا الإنقسام بين الأخوين يبدو غير مبررٍ بالمرة وغير ذي هدف ويبقى على المشاهد أن يجهد ذهنه في محاولة إقناع ذاتية بأن ما يحدث هو أمرٌ منطقي وذو هدف دون جدوى ، و العلاقة ثلاثية المراحل التي تربط الأخوين (رفقة – عداء – رفقة مجدداً) تبدو واهيةً وغير مفسرةٍ لدرجة تهدم بها الأركان التي يحاول أن يبني عليها الفيلم إثارته وتسلب بالمقابل شخصية السوبر هيرو أي غنىً يمكن أن تحصل عليه ، خصوصاً أن شخصيات السوبر هيروز (سينمائياً) لم تعد تحتمل أن تقدم بمثل هذه السطحية بعد كم النجاحات التي حققتها مؤخراً . 

 مع ذلك ، هناك إيقاعٌ موزون (رغم خفة النص) يسير عليه الفيلم في نصفه الأول مستثمراً رتم إثارة مقبول لا يخلو من عيوب. ومع محاولة إقتناع المشاهد بدوافع فيكتور الذي يريد الركون إلى الحياة الهادئة من خلال عباراتٍ مباشرة مثل (نحن لسنا مثلهم) يمكنه أن يتقبل العمل كفيلم إثارة وتشويق - وإن بشكلٍ محدود - خصوصاً في المرحلة التي يعثر فيها فيكتور على أخيه في الجبال الكندية والطريقة التي يعترض بها سبيل كايلا ثم يقتلها. ربما هي مرحلة تحتاج لرفع نسق الإثارة بهذه الطريقة لتدعيم الركن الأهم الذي يحاول هذا الفيلم أن يؤسسه (كيف تحول لوغان إلى وولفرين) ، لكن هزلية الفيلم تستمر عندما يدرك لوغان أثناء عملية التحول محاولة سترايكر محو ذاكرته - التي يحتاجها من أجل الحفاظ على هدفه - فيفر قبل أن يمنح سترايكر غايته. وعلى الرغم من أن الحبكة ذاتها تتطلب أن يحتفظ لوغان في هذه المرحلة بذاكرته إلا أن ما نشاهده على الشاشة يبدو مهترءاً وغير منطقي وخاضع لسياسة (مسبق الصنع) التي ينتهجها النص بسذاجة أحياناً، خصوصاًَ مع عمليةٍ بالغة الخطورة كهذه. 

هزلية النص (الذي كتبه الروائي ديفيد بينيوف مع السيناريست سكيب وودز) تبلغ ذروتها في مرحلة لاس فيغاس حيث يحاول وولفرين لم شمل المتحولين باحثاً عن فيكتور. تبدو هذه المرحلة ظريفةً ضمن سياق لا يحتمل ظرافتها ، خصوصاً مع لجوء وولفرين للبحث عن ريمي ليبو ، الرجل الوحيد الذي نجح في الفرار من جزيرة سترايكر. في هذه المواجهة الثلاثية بين ليبو و وولفرين وفيكتور يصل تصنّع النص إلى ذروته في قتال يفتقر لأبسط مقومات الإقناع خصوصاً في غياب التناغم بين الأهداف التي تحرك الأطراف الثلاثة ، خصوصاً مع ريمي ليبو الذي يعود للمعركة بطريقة مختلقة وسهلت – ولا أدري لماذا ؟ - من هروب فيكتور ! هذه الهزلية تُفقد مراحل الذروة على جزيرة سترايكر الحافز والجاذبية. 

 وعلى الرغم من أن مشاهد القتال والأكشن في هذا الفيلم منفذةٌ بشكلٍ جيد - تقنياً - إلا أنها - ببساطة - غير مثيرة ، ربما بسبب إفتقاد الفيلم للعمق الذي يجعل إثارتها منطقية . في جميع أفلام السوبر هيروز تنبع الإثارة من العالم الإفتراضي الذي يبنى حول هذه الشخصيات : باتمان لا يطير لكن يمكنه أن يحلق بفعل بعض أدوات المساعدة ، لكن سوبرمان يطير ، و سبايدر مان يتسلق جدران ناطحات السحاب بفعل خيوط عنكبوتية ! عالمٌ إفتراضي له قواعده وأركانه ومنها يستمد بريقه وإثارته ، لذلك قد لا تستسيغ بسهولة فكرة أن ترى سبايدر مان يحلق في الفضاء الخارجي على الرغم من كونه ببساطة سوبر هيرو ، لأنه في الواقع يخرق حدود العالم الإفتراضي الذي بني حول شخصيته. في هذا الفيلم هناك إختراقات متعددة تبدو مروضةً فقط لجعل الحبكة منطقية في سبيل إيصالها إلى بر الأمان وربطها بالجزء الأول من السلسلة السينمائية (الذي يكون تالياً لهذا الفيلم في أحداثه). تفاصيل من قبيل رصاصة الأدمانتيوم التي لا تقتل وولفرين لكنها تفقده ذاكرته ، و رأس Deadpool الذي يستمر بإشعال النار بعد قطعه في المعركة الختامية ، وفكرة المتحولين الذين لا يشيخون لكن أعمارهم تتوقف بالذات عند مرحلة الرجولة (على الرغم من توقف البعض في مرحلة الطفولة بينما وصل البعض الأخر إلى أعمار متقدمة). الفيلم كأي فيلم بدايات وضع في الأساس للإجابة عن بعض التساؤلات و ملء بعض الفراغات التي خلفتها السلسلة (التالية له في أحداثها) ، لكن للأسف هذا الفيلم بدلاً من أن يملأ تلك الفراغات نجده يخلّف وراءه عدداً آخراً منها أو يتجنب منطَقتها وتبريرها على الأقل. 

بالمقابل يحاول النص ربط هذا الفيلم بالأفلام الثلاثة التي سبقته - كالعادة - من خلال ظهور خاطف لباتريك ستيوارت في دور شارل زافييه الذي لعبه في الأفلام الثلاثة ، أو من خلال سرد قصة إبن العقيد سترايكر الذي قتل والدته. مع ذلك ، يبقى العقيد سترايكر الذي قُدّم في الجزء الثاني من السلسلة أكثر قوةً و عمقاً وذو دوافع وأهداف أكثر وضوحاً و منطقية من ذلك الذي نشاهده هنا بالرغم من إمكانية التعامل مع الشخصية بشكلٍ أفضل بكثير لو تم التكثيف على عقدة الدكتور فرانكنشتاين الذي يريد صناعة الوحش الواضحة والبديهية في العقيد سترايكر. أمرٌ يؤثر سلباً على الأداء الجيد الذي يقدمه داني هيوستن للشخصية وتدفع المشاهد لمقارنته مع برايان كوكس الذي لعبها في X2 و هي مقارنةٌ يخسرها هيوستن وتُضعِف – علاوةً على ذلك – من قوة الخصم وأهميته المحورية في أفلام السوبر هيروز . 

بالإضافة لذلك، تفتقر أفلام البدايات في سلاسل السوبر هيروز عموماً للجاذبية مقارنةً بالأفلام التي تقدم إستكمالاً لأحداث جزءٍ سبقها. لذلك تبقى المهمة العسيرة الملقاة على كتاب النص ومخرجه هي تقديم ما يمكن أن يكون جذاباً في قصةٍ تعود للبدايات وهو ما لم يتحقق لغايفن هود هنا. يقصُر هذا الفيلم بداية وولفرين على عملية إنتقام شخصي تجاه خصمه ، و عندما تطرّق لمفاتيح الخير والبطولة إكتفى بالتطرق لها بطريقةٍ هشة تغلب عليها السذاجة. ما يقتل أفلام البدايات غالباً هو حصر بطولة السوبر هيرو في الأمور الشخصية ، أمرٌ كان واعياً له بشكلٍ جيد كريستوفر نولان عندما قدم Batman Begins قبل أربعة أعوام ، وآمل أن تعيه مارفل في مغامرتها القادمة في Magento عن قصة البدايات لإريك لانشر وشارل زافييه. الفيلم في مجمله لا يستطيع أن يجاري الإهتمام الكافي بدواخل وولفرين الذي يفترض أنه جذبنا في فيلمي برايان سنغر على الرغم من أن فرصته هنا تبدو أكبر - مع وجود وولفرين كشخصيةٍ محور - ويكتفي بوضع حبكته ضمن إطار جمل التهديد والوعيد والحزن لفقدان من نحب وتحريك خطوط الحبكة نحو الأمام بطريقةٍ إستهلاكية، دون سبرٍ حقيقي لإنسانية وولفرين المغلفة. حتى عندما تبدأ ملامح مؤامرة سترايكر ضده بمساعدة حبيبته كايلا بالإتضاح ، يبقى موضوع (الحب الذي يمكن أن يوقع بأقوى الرجال) غاية في المباشرة والخفة وأسرع من أن نهتم به. يُصرّ كتاب النص وغايفن هود على التمسك ببعض الكليشات المستهلكة والمستنزفة كثيراً كقصة القمر الوحيد والحبيبة التي تموت بعدها ، أو قصة العائلة اللطيفة التي تساعده قبل أن تقتل بسببه ، أو صرخة المجروح التي تصعد نحو السماء في زوم آوت ، أو البطل المدمر الذي يسير بثقة وصرامة خارج إطار الصورة بينما ينفجر شيءٌ وراءه ! 

في ساعتي فيلم X-Men Origins: Wolverine بعضٌ من المتعة وربما بعض الجاذبية الآتية من هيو جاكمان ، والكثير من الخفة. ربما تتقبله في مواضع ما ، ربما تُثار به في مشاهد بعينها ، لكنك غالباً لن تتذكر منه الكثير بمجرد إنتهاءه . 

التقييم من 10 : 4



أكمل قراءة بقية الموضوع »

كروز و آبرامز و جزء رابع من مهمة مستحيلة


على مدى أسبوعٍ كامل إستمرت الإشاعات في التوالي من مصادر مختلفة حول إمكانية أن يعيد النجم توم كروز الإلتقاء بالمخرج الشاب جي جي آبرامز في جزء جديد من سلسلة الأكشن الشهيرة Mission : Impossible , الإشاعات عزاها البعض إلى المستوى الجيد الذي قدمه الرجلان في الجزء الثالث من السلسلة قبل بضعة أعوام , و إلى الأضواء التي سلطت بقوة على جي جي آبرامز مؤخراً كمخرج إثارةٍ محترم عقب النجاح الكبير و الإحتفاء النقدي الواسع الذي لقيه عمله السينمائي الأخير Star Trek .


الأخبار القادمة من هوليوود الآن جاءت لتؤكد هذه الإشاعات , توم كروز و جي جي آبرامز أكدا تعاونهما كمنتجين لتقديم فيلمٍ رابعٍ في السلسلة لصالحة شركة بارامونت التي تتمنى أن يكون الفيلم جاهزاً للإطلاق في صيف 2011 و على الأخص في شهر مايو تيمناً بالنجاحات التي حققتها الأفلام الثلاثة السابقة من السلسلة و التي أطلقت جميعها في شهر مايو .

و لم تذكر هذه الأخبار ما إذا كان العمل السينمائي القادم سيشكل إعادةً لأحد أفلام السلسلة أم مجرد تكملةٍ جديدة لمغامرات العميل إيثان هانت التي لا تتوقف , و لم تذكر أيضاً أي شيء فيما يخص السيناريست الذي ستوكل إليه مهمة كتابة نص الفيلم , كما لم تؤكد هذه الأنباء إمكانية أن يتصدى جي جي آبرامز نفسه لإخراج العمل .

تأكيد الإشاعات جاء مؤخراً على لسان توم كروز نفسه الذي ذكر في لقاءٍ له مع التلفيزيون الياباني بأنه يعمل حالياً على قصة الفيلم الرابع من السلسلة و يفكر في جعل طوكيو جزءاً من مسارح أحداثه , كما جاء حديث جي جي آبرامز مع TV Guide ليؤكد كلام كروز دون أن يخوض في تفاصيل القصة , و إعتبر آبرامز التعاون مع كروز مجدداً بأنه ( شرفٌ لا يصدق ) , مؤكداً وقوفهما كمنتجين وراء الفيلم , دون أن يؤكد أو ينفي جلوسه على كرسي المخرج .

يذكر أن السلسلة قدمت حتى الآن في ثلاثة أفلامٍ سينمائية كان أولها عام 1996 و أخرجه المخرج الكبير برايان دي بالما , متبوعاً بجزءٍ ثانٍ عام 2000 تصدى له المخرج الصيني ذو البصمة الخاصة في أفلام الأكشن جون وو , ثم بفيلمٍ ثالث عام 2006 قام بإخراجه جي جي أبرامز .


أكمل قراءة بقية الموضوع »
free counters