تتواصل فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الثانية و الستين , و مع ختام اليوم الخامس من التظاهرة بدت ملامح بعض الأفلام المشاركة فيه بالإتضاح , و سنتحدث اليوم عن فيلمي المخرجين الدنماركي لارس فون تريه و الأسباني أليخاندرو أمينابار ..
الفيلم الأول Antichrist هو فيلم رعب يأتي وفقاً لتقاليد المخرج الدنماركي الشهير لارس فون تريه في ثامن مشاركةٍ له في المسابقة الرسمية للمهرجان و هو الذي سبق له و كرم ثلاث مرات في كان : الأولى بجائزة تحكيمية عن فيلمه Europa عام 1991 , و الثانية بجائزة لجنة التحكيم الكبرى عام 1996 عن فيلم Breaking The Waves و الثالثة بسعفة كان الذهبية عام 2000 عن فيلم Dancer in The Dark , الفيلم الجديد يقوم ببطولته الرائعان ويليام دافو و تشارلوت غينسبورغ ..
الفيلم أثار إنقساماً و بلبلةً واضحين عقب عرضه الوحيد في المهرجان , و وصل الأمر إلى حد الهيستيريا و الخروج من الصالات , و ربما يعود هذا إلى مشاهد العنف و الشناعة الموجود في الفيلم و هو أمرٌ يوحي به العرض الدعائي له , الفيلم وصفته الناقد ليزا شوارتزبوم بأنه حسن المظهر ربما بسبب تعاون فون تريه الدائم مع المصور الفائز بجائزة أوسكار مؤخراً أنتوني دود مانتل , و رأته عملاً مستفزاً من خلال تبطينه للمسيح الدجال , و رءاه المراقبون نوعاً من التغيير على نوعية الأفلام المقدمة , من خلال الأفكار و الصور التي يقدمها , علماً بأن سام ريمي يفتتح أيضاً فيلم الرعب الجديد الذي أخرجه Drag me to Hell و هو فيلم قوبل بشكلٍ جيد و سيتم الحديث عنه حال عرضه في المهرجان ..
من جهته قال الناقد الكبير روجر إيبرت عن فيلم لارس فون تريه ( سواءً كان فيلماً سيئاً أو جيداً أو عظيماً فليس هذا هو المهم , هذا الفيلم بصقةٌ جريئةٌ في عين المجتمع , يقول بأننا نمتلك قدراً لا يمكن تصوره من الشر في نفوسنا , تتحول معالجته النفسية إلى تعذيبٍ لا يمكن تصوره في زنزانات التاريخ , هؤلاء المعذِّبون كان يمكن أن يكونوا قادرين على القيام بأعمال كتلك لكنهم إفتقروا للخيال , فون تريه لم يتناول كثيراً العنف في أفلامه حتى أتى و قلب العنف هنا فوق رؤوسنا , يقال بأنه أصيب بالإكتئاب أثناء تصويره للفيلم , و يمكنك أن تقول بأن هذا هو أكثر الأفلام قنوطاً التي شاهدتها في حياتي ) ..
بالمقابل يبدو فيلم المخرج الأسباني الممدوح أليخاندرو أمينابار Agora - الذي تقوم ببطولته ريتشل فايز ولا يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان - و كأنما يبدو محيراً بفعل المراجعات المشوشة التي نالها , و الفيلم ملحمة تاريخية في مصر القديمة إبان فجر المد المسيحي الكاسح في وجه اليهودية و الديانات المصرية القديمة , مضمناً قصةً عن الصراع بين العلم و المسيحية في تلك الحقبة ..
الفيلم وجده الناقد مايك غودريدج فيلماً يخفق في الموازنة بين نهجه السردي و البعد العاطفي النابع من بناءه الملحمي , و إعتبره الناقد إريك كون يعجز عن تحريك المادة المثيرة للإهتمام القابعة في لب بنيته الملحمية , و إعتبرته مجلة لوس أنجلوس تايمز مثالاً عظيماً على صناعة الأفلام الفخمة , بينما رءاه الناقد الشهير تود مكارثي في مقاله في Variety بسبب الصراع الدائر في أحداثه بين العلمانية و التطرف الديني ( ملحمة مباديء فخمة بصرياً ) , بينما كان مقال The Hollywood Reporter مزيجاً من هذا و ذاك , حيث إنتقد ضياع الفيلم أحياناً عن خطه المرسوم , و إمتدح بشدة قدرة أمينابار على توجيه رسالة حول الصراع الدائر اليوم بين العلمانية و التطرف في فيلمٍ ملحمي تاريخي , و إمتدح مقال Indiewire ملحمية الفيلم و إن كان يراه فارغاً في بعض مراحله , بينما رأى الناقد أليكس بيلينغتون بأن ملحمية الفيلم ملفتة و مثيرة للإهتمام و راى بأن أمينابار نجح تماماً في نقل صورة حقيقية لمصر القديمة بطريقة تذكر بملاحم الخمسينيات , و إعتبر بأن الفيلم – و إن كان هذا مبكراً – يستحق أن يرشح في فئة الإخراج الفني ..
0 تعليقات:
إرسال تعليق