“It ain’t over ‘til it's over.”
Yogi Berra
يعرف معهد الفيلم الأمريكي الفيلم الرياضي بالفيلم الذي يكون بطل قصته ممارساً لرياضةٍ تنافسية .
ركز هذا الصنف على مدى العصور الضوء على عدد من أشهر الرياضيين في تاريخ الولايات المتحدة , و ربما وحدت الحبكة الأساسية ( عن الفوز و الخسارة و الكفاح ) العديد من هذه الأفلام , إلا أنه لا يوازيه أي نوعٍ آخر في بعث الهمم و أخذ العبر من حياة أبطاله ..
أفضل 10 أفلام رياضية وفقاً لتصنيف معهد الفيلم الأمريكي (يونيو 2008)
10
Jerry Maguire 1996
بطولة : توم كروز , رينيه زيلويغر , كوبا غودينغ جونيور
إخراج : كاميرون كرو
مثال حقيقي للفيلم الناجح , العمل السينمائي الثالث لكاميرون كرو كان ضربةً موفقةً بحق , كسب إعترافاً نقدياً مميزاً , و إستقبالاً جماهيرياً كبيراً , و كوفيء بخمس ترشيحات للأوسكار في الفئات الرئيسية , جيري ماغواير موظف متحمس في إحدى الشركات التي تدير عقود الرياضيين , يملأه التفاؤل و الإشراق , و ينعكس هذا على علاقة المحيطين به , الكل يحبونه , ربما لأنه إنسان أكثر من غيره , و يتعامل مع رياضييه بإعتبارهم بشراً قبل أن يكونوا فرس سباق , و عندما يتعرض أحد الرياضيين لضرر جسدي و لا يجد من يقف إلى جواره , يكتب جيري ماغواير مذكرته التي يوجهها لزملاءه في المهنة عن إنسانية هذه المهنة , مذكرةٌ تلقى قبولاً بينهم لكنها لا تتوافق و متطلبات العمل , جيري ماغواير المحرِّض يطرد من العمل , و لا يجد إلى جواره في الختام سوى دوروثي بويد الموظفة و الأم العزباء المعجبة به , و رود تيدويل لاعب كرة القدم الأمريكية الواثق إلى درجة الغطرسة بإمكانياته الرياضية ( يؤديه كوبا غودينغ جونيور في أداءٍ منحه جائزة أوسكار ) , فيلم يمزج الكوميديا و الرومانسية و الدراما في أبعاد الفيلم الرياضي , الفيلم كان خامس فيلمٍ على التوالي لتوم كروز يكسر حاجز المئة مليون دولار , أطلق نجومية رينيه زيلويغر , و تحول إلى ظاهرةٍ سينمائيةٍ مصغرة في حينها , و حقيقةً فإن معهد الفيلم الأمريكي يعشق هذا الفيلم , في إستفتاء سابق وضع المعهد إقتباسين من هذا الفيلم في قائمة أفضل 100 إقتباس سينمائي عبر العصور ( وهما يستحقان ذلك فعلاً ) , و مازلت أتذكر كيف تحولت جملة "Show me the money" التي ينطقها كوبا غودينغ جونيور إلى عاصفةٍ عالمية , كحال جملٍ سينمائية شهيرة مثل "Make My Day" و "I’ll be Back" و "May Force Will be with You" , قد لا يكون تحفةً سينمائية , لكنه فيلم مثالي للجميع بكل مقاييس هذه العبارة ..
9
National Velvet 1945
بطولة : ميكي روني , إليزابيث تايلر , أنيجلا لانزبيري
إخراج : كلارنس براون
في سن الحادية عشرة كان هذا هو أول أدوار البطولة لحسناء الخمسينيات و الستينيات الديم إليزابيث تايلر , يأتي إقتباساً عن رواية لإنيد باغنولد , الفيلم يحكي قصة مايك تايلر الفارس الإنجليزي العنيد الذي يتعرض لحادث يعيقه عن ممارسة الرياضة , فيخطط لسرقة العائلة الريفية التي يعمل لها , لكن إرادته هذه تضعف مع اللطف الذي تبديه تجاهه الطفلة فيلفيت التي تشاركه ذات الولع بالخيول , فيلفيت تربح حصاناً مميزاً جداً عن طريق اليانصيب , و تدخله إلى منافسات الخيول الوطنية الكبرى , لكنها سرعان ما تكتشف بأن مايك تايلر ما يزال عاجزاً عن خوض سباقات كهذه , فيهيئها تايلر للتخفي في زي فارس و خوض السباق بنفسها , فتربحه , لكن القصة لا تنتهي هنا , دون جدال هذا هو واحد من أكثر أفلام الأطفال إلهاماً و جماهيرية , كتلة متحركة على الشاشة من الحماس و الإشراق و الطيبة و النوايا الحسنة تحملها الطفلة إليزابيث تايلر إلى الشاشة , كلاسيكية أقرب إلى الحلم الذي لا تريد أن تصحو منه , عملٌ إخراجي ممتاز بكل المقاييس حتى بعد أكثر من 65 عاماً على ظهوره , سحره الآتي من قصته العظيمة , و براءة الأطفال التي تملأ وجه ليز تايلر و الأداء الصلب من ميكي روني و أنجيلا لانزبيري و آن ريفيري ( في أداءٍ منحها جائزة أوسكار ) , دون أن ننسى Pi , الحصان الذي يعتبره الكثيرون أجمل حيوانٍ ظهر على شاشة السينما ( و الذي إحتفظت به تايلر لاحقاً ) , يتوج ذلك كله مشهد الذروة في السباق الكبير , المشهد الذي يعتبره كثيرون من نقاد هوليوود أفضل مشهدٍ من نوعه عبر العصور ..
Breaking Away 1979
بطولة : دينيس كريستوفر , دينيس كويد , دانييل ستيرن
إخراج : بيتر ييتس
يحكي الفيلم الذي نال أوسكار أفضل سيناريو أصلي عام 1979 قصة أربعة رفاق من خريجي ثانوية بلومنغتن بولاية إنديانا , يحاولون تغيير حياتهم من جذورها عقب إنتهاء دراستهم الثانوية , و يجدون في الحياة الجامعية منفذاً لذلك , و السبب يعود لنظرة الإستصغار التي ينظر لهم بها طلاب الجامعة في الولاية بسبب نشأتهم في بولمنغتن الشهيرة بعمال قطع الأحجار , طلاب الجامعة يتعاملون مع الطلاب الجدد كـ ( قواطع ) بسبب عمل آباءهم , الأمر الذي يولد رد فعل عكسي لدى الفتية , أحدهم و يدعى ديف يهيم عشقاً بفريق الدراجات الإيطالي لدرجة أنه يعيش حياته كإيطالي في كلامه و ملبسه و مظهره و في ولعه بالدراجات متنكراً لأصوله و منشأه , و تزداد أموره تعقيداً عندما يعجب بطالبةٍ في الكلية و يخجل من تقديم نفسه لها كطالبٍ من بلومنغتون فيقدم نفسه كإيطالي , لكن نظرته للأمور تتغير مع مقدم الفريق الإيطالي للدراجات إلى الولاية من أجل أحد السباقات , و سرعان ما يكتشف ديف الذي ينافسهم في أحد السباقات بأنهم لا يختلفون في غرورهم و فوقيتهم من زملاءه في الجامعة , قبل أن ينقلب مع رفاقه و يعيد إكتشاف ذاته و يبدأ رحلة منافسةٍ نحو النصر على طلاب الجامعة في سباق الدراجات , واحد من أكثر الأعمال إلهاماً في لعبة رياضة الدراجات لدرجةٍ يكاد يكون أيقونتها الفريدة و نشيدها الوطني , فيلم عن الحلم المصطدم بالواقع , وعن الواقع عندما يقهره حلم , ضربةٌ حقيقية في شباك التذاكر الأمريكي في حينها , رشح لخمس جوائز أوسكار , و وضعه معهد الفيلم الأمريكي أيضاً في المرتبة الثامنة في قائمته لأكثر الأفلام إلهاماً عبر العصور ..
Caddyshack 1980
بطولة : مايكل أوكيفي , بيل ميري , رودني دانغرفيلد , تشيفي تشيس
إخراج : هارولد راميس
برغم كونه يكثف جهوده و يبرز طاقاته كفيلم كوميدي في الواقع , إلا أن معهد الفيلم الأمريكي إرتأى أن يضعه في هذه المرتبة ضمن أهم الأفلام الرياضية , فيلمٌ آخر من أفلام هارولد راميس في قوائم AFI يرسخ أهميته كواحدٍ من أفضل من قدم الكوميديا في الربع الأخير من القرن الماضي , القصة عن لاعب غولف شاب طموح شديد الولع باللعبة , و يراها وسيلةً مهمةً للفرار من مستقبله البغيض في بلدته المزدحمة حيث ينتظره العمل في سوق الأخشاب , و لكي ينجح في كليته و لعبته عليه أن ينال رضا القاضي الثري سمايلز , و المرور إلى بطولة الغولف التي يتبناها , دون أن ننسى علاقة الحب التي لا بد من وجودها في فيلمٍ كهذا , و الخصوم العديدين الذين عليه أن يقهرهم في طريق حلمه , و مجموعة من الشخصيات الغريبة التي يطعم بها هارولد راميس أجواء فيلمه , الفيلم كان ضربةً موفقة في شباك التذاكر , و صنع حوله هالةً من نوعٍ خاصة بسبب نوعية الكوميديا الخاصة التي يقدمها , و على الرغم من أنني لم أستستغ تواجده في هذه القائمة على حسابٍ أفلامٍ أخرى أهم و أفضل بكثير على مستوى القيمة الفنية , إلا أن مصوتي معهد الفيلم الأمريكي رأوه ربما نوعاً من التنويع من خلال كونه ربما أشهر الأفلام التي تناولت رياضة الغولف , بالإضافة إلى كونه الفيلم الكوميدي الصرف في هذه القائمة , و سبق لمعهد الفيلم الأمريكي أن وضعه في المرتبة الحادية و السبعين ضمن قائمته المئوية لأفضل الأفلام الكوميدية , في إعتقادي هذا هو الثغرة الحقيقية في القائمة ..
بطولة : بول نيومان , جاكي غليسون , جورج سي سكوت , بيبر لوري
إخراج : روبرت روسن
كلاسيكية سينمائية حقيقية و واحد من أفضل أفلام الأسطورة بول نيومان , في واحدة من أعظم الشخصيات التي قدمها , لاعب البلياردو إيدي فيلسون , البارع لكنه ليس الأفضل و إن كان يعتقد ذلك , نقطة ضعف فيلسون هي التكبر , سلاحٌ لا يكون كافياً لإثبات تفوقه على خصومه , يجب أن يثبت ذلك على الطاولة , الفيلم يتابع فيلسون من مباراته مع اللاعب الأسطوري مينيسوتا فاتس , وقوعه في حب ساره المومس التي تقرر أن تصبح كاتبة , و لقاءه بالمقامر الناجح بيرت جوردن الذي يريد ضمه تحت جناحه و القفز به إلى الشهرة الحقيقية , قبل أن يبدأ الثلاثة رحلةً إلى لويزفيل لمواجهة لاعبٍ يدعى فيندلاي في مباراة ضخمة الرهان , الفيلم يقدم واحدةً من أعظم شخصيات الـAnti-Hero عبر العصور من واحد من أهم رموزها الكبار , مع جرعة عالية من الوجودية ينضح بها الفيلم من خلال تساؤلات فيلسون و حواراته و قلقه الدائم , فيلم قوبل بالكثير من التأويلات و القراءات حول الصراعات التي يقدمها بين الهواية و الإحتراف , بين الفن و النفعية , بين الواقع و الحلم , مع خاتمةٍ من النمط الذي لا ينسى , فيلم بالغ التأثير أحيا الحس الشعبي تجاه رياضة البلياردو مطلع الستينيات , و من ناحيةٍ أخرى إمتلك الفيلم بعض الخصوصية مع جوائز الأوسكار , حيث بدى بأن أداءاته لم تَمُت أوسكارياً رغم خسارتها أمام منافسيها , بيبر لوري التي رشحت هنا لأوسكار أفضل ممثلة غابت عن السينما لخمسة عشر عاماً للتفرغ لزواجها و لتربية إبنتها الوحيدة قبل أن تعود عام 1976 في فيلم برايان دي بالما Carrie الذي منحها مجدداً ترشيحاً للأوسكار , و خسارة جورج سي سكوت لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 1961 رغم براعته و أحقيته كانت دافعاً للرجل لرفض الجائزة التي نالها بعد ذلك بتسعة أعوام عن Patton , بينما بالمقابل إستمرت شخصية إيدي فيلسون حيةً في ذاكرة الأكاديمية لربع قرنٍ كامل قبل أن يوقف بول نيومان الأكاديمية على قدميها عندما منحته أخيراً جائزة الأوسكار عن أداءه لذات الشخصية في فيلم مارتن سكورسيزي The Color of Money عام 1986 .
بطولة : كيفن كوستنر , سوزان ساراندون , تيم روبنز
إخراج : رون شيلتون
كراش ديفيز لاعب كرة بيسبول عتيق في فريق Durham Bulls المتواضع الذي يراوح دائماً في مكانه ضمن فرق المنتصف في الدوري المحلي , يهتم بتعليم و توجيه أعجوبة البيسبول الصاعد نيك لالوش مبادئه و رؤيته لرياضة البيسبول و للحياة و الحب , قبل أن يجدا نفسيهما واقعين في حب المرأة ذاتها , آني ( تعويذة الفريق ) التي إعتادت على إقامة علاقة عاطفية مع كل لاعب جديد في الفريق , قبل أن تتفرع الطرق أمام الثلاثة : كراش ديفيز يحاول إنهاء مسيرته الطويلة ببعضٍ من الكرامة , بينما يكافح نيك لالوش للوصول إلى قمة اللعبة , و تبدأ آني بالتفكير في الحب الحقيقي وسط الصراع الدائر بين الرجلين على قلبها , ربما يكون هذا الفيلم أحد العلامات السينمائية البارزة لرياضة البيسبول , يقدم قصة درامية موزونة , و شغفاً حقيقياً في الغوص في ما وراء كواليس اللعبة , اللعبة التي تربط ثلاث شخصيات مختلفة الأهواء و التفكير , ربما لا يوجد فيلم تناول هذه الرياضة ( و هم كثر ) و حقق بعضاً من العظمة و الإنتشار الذي حققه هذا العمل , رسخ نجومية كيفن كوستنر المنطلقة ( عقب نجاح فيلم برايان دي بالما The Untouchables ) و هي النجومية التي إستمرت في الإشعاع حتى منتصف التسعينيات , و بدأ رحلةً طويلةً من الأعمال المشتركة بين الشريكين تيم روبنز و سوزان ساراندون , و كان واحداً من أكثر الأعمال إلهاماً خلال العقد , ليس فقط من واقع موضوعه الرياضي , بل من حيث تناوله للنجومية الآفلة و رغبة الركون إلى الراحة في خريف العمر , و النجومية الصاعدة التي لا تجد من يروضها ..
بطولة : جين هاكمان , باربرة هيرشي , دينيس هوبر
إخراج : ديفيد أنسبو
هل هي مجرد مصادفة أن تنتسب 4 أفلام في القائمة إلى عقد الثمانينيات ؟ أم أن هذه الحقبة قدمت فعلاً هذا الصنف أكثر من غيرها من الحقب ؟ , لن نستطيع طبعاً مغادرة هذه القائمة دون فيلمٍ عن كرة السلة , العشق الكبير للأمريكان , يحكي الفيلم قصة حقيقيةً عن نورمان ديل مدرب كرة سلةٍ عاطل يجد الفرصة لتدريب فريق ثانوية إنديانا لكرة السلة , قبل أن يقابل تعيينه بالإستياء من اللاعبين و الجمهور على السواء , لكنه يستطيع إلهام فتيته و قيادتهم إلى البطولة بمعاونة المدرب المساعد و المدمن السابق على الخمور ( دينيس هوبر ينال ترشيحه اليتيم للأوسكار في أفضل عامٍ في مسيرته ) , حقق هذا الفيلم نجاحاً ملحوظاً و متأخراً في شباك التذاكر الأمريكي عام 1986 , بفضل أداء ممتاز من العملاق جين هاكمان الذي منح شخصيته دفعاً يتناسب مع كونها واحدةً من أفضل الشخصيات التي لعبها في مسيرته الطويلة , و الذي حول العمل مع تقادم عرضه إلى أنشودة حقيقية عن الإرادة و عن تأثيرها مهما كانت فوارق القوة و المهارة , إضافةً إلى التأثير العميق الذي أحدثه في الولع بكرة السلة ( إبان ذروة أمجاد البوسطن سيلتيكس ) بفعل الإلهام الذي تنشده قصته عن فريق صغير مغمور يصل إلى الذروة في بطولة المدارس المحلية ..
بطولة : غاري كوبر , تريزا رايت , وولتر برينان
إخراج : سام وود
تبدأ القصة بحلم لدى الفتى لو غيريغ بأن يصبح لاعب بيسبول محترف , بينما والداه يرغبان برؤيته مهندساً في المستقبل , و في الجامعة تتاح له الفرصة ليحقق حلمه عندما يثبت جدارته في هذه الرياضة , قبل أن يساعده الصحفي الرياضي سام بليك في الإنضمام إلى اليانكيز في بطولة الدوري المحلي عام 1925 و يكتسب لقب ( الرجل الحديدي للبيسبول ) لأنه لم يخسر أي لعبة و ظهر في 2130 مباراة متتالية ( وهو رقمٌ ظل صامداً لقرابة ستة عقود ) , و بعد أربعة عشر عاماً من التألق بكتشف لو غيريغ عام 1939 بأنه مصاب بمرض عصبي قاتل يدعى بالتصلب الجانبي الضموري ( بات يعرف اليوم بمرض لو غيريغ ) , قبل أن يودع 62 ألفاً من أنصاره في ملعب اليانكيز , متوجاً لقاءه معهم بعبارته الشهيرة ( اليوم , أعتبر نفسي الإنسان الأسعد على وجه الأرض ) , إستلهام عظيم و مؤثر للقصة الحقيقية لأسطورة اليانكيز الذي رحل فجأةً لو غيريغ , الفيلم ظهر في ظروف سيئةٍ لعرض فيلمٍ كهذا : الحرب العالمية الثانية , و القصة ذاتها التي لم تجد من يتحمس لها سواءً منتجها صمؤيل غولدوين أو بطلها غاري كوبر , أو حتى على مستوى أحداثها التي كان يعرفها القاصي و الداني ( ظهر الفيلم بعد 17 شهراً فقط على وفاة لو غيريغ ) , و رغم كل هذا حققاً الفيلم نجاحاً ملحوظاً في شباك التذاكر , بين نخبة الأفلام الرياضية يبدو هذا الفيلم مميزاً أيضاً : غالبية الأفلام الرياضية إهتمت بأولئك الموهوبين الذين طحنتهم عجلات الزمن و الظروف و الأزمات الشخصية , قلةٌ تلك الأفلام الرياضية التي تناولت عظماء الرياضة الحقيقيين , و بين هذه الفئة يبدو فيلم سام وود هذا هو أعظمها جميعاً , قصة رياضية ملهمة بكل المقاييس , عن الحلم و الطموح و السعي و العزيمة و النجاح و الحفاظ على القمة ثم الرحيل كما تموت الأشجار واقفة ..
بطولة : سيلفستر ستالون , تاليا شير , بيرت يونغ , بورغيس ميرديث
إخراج : جون جي أفيلدسن
28 يوماً من التصوير , تكلفة إجمالية مليون دولار فقط , و سيناريست - رُفض له 32 نصاً فيما مضى - يبيع نصه للمنتج مقابل القيام بدور البطولة بدلاً من روبرت ريدفورد أو رايان أونيل أو جيمس كان , النتيجة تبدو مرعبة , لكن ما حدث كان أفضل من ذلك , بعد عام واحدٍ فقط على كسر حاجز المئة مليون دولار في شباك التذاكر الأمريكي على يد المخرج الثوري ستيفن سبيلبيرغ في Jaws 1975 , حقق هذا الفيلم أيضاً أكثر من 100 مليون دولار , مزيج أصيل من On the Waterfront و Marty و قصة سيندريلا , روكي بالبو ملاكم محترف سابق لكنه لا يبدو الآن أكثر من مجرد متشرد يدير بعض الأعمال في حيه الصغير في فيلادلفيا مع تخلي مدربه ميكي عنه , لكن الظروف كلها تتغير في حياته مع ظهور الملاكم المحترف الصلب أبولو كريد الذي يغير حياته للأبد , هذا هو الفيلم الوحيد في القائمة الفائز بأوسكار أفضل فيلم , عام 1976 أقصى هذا العمل ثلاثةً من أعظم الأعمال في تاريخ هوليوود Network و Taxi Driver و All The Presedent’s Men و ظفر بأوسكار أفضل فيلم , قصة سيندريلا حقيقية ليس فقط بما يخص شخصية روكي بالبوا التي صعدت من اللاشيء إلى القمة , بل أيضاً فيما يخص سيلفستر ستالون نفسه الذي قفز من كاتبٍ معدم ( ثروته كلها في حينها لا تتجاوز 106 دولارات ! ) إلى قمة النجومية في هوليوود عندما نال ترشيحين في فئتي التمثيل و السيناريو ( و هو إنجاز لم يسبقه إليه أحد سوى العظيمين شارلي شابلن و أورسون ويلز ) , قبل أن يصبح النجم الأعلى أجراً في ثمانينيات القرن الماضي , جمع هذا الفيلم المجد السينمائي من جميع أطرافه , و وضعه معهد الفيلم الأمريكي عام 2007 في المرتبة الـ 57 لأعظم 100 فيلم في 110 أعوام من تاريخ هوليوود ..
بطولة : روبرت دي نيرو , جو باشي , كاثي موريارتي
إخراج : مارتن سكورسيزي
لسببٍ ما يبدو من الصعب تفسيره تبدو أعظم الأفلام الرياضية هي تلك التي تناولت رياضة الملاكمة , أمرٌ نلمسه بوضوح في كم الأعمال العظيمة التي شاهدناها و تناولت هذه الرياضة بشكلٍ أو بآخر , فيلما الصدارة في هذه القائمة هما عن الملاكمة , في هذه القائمة سيختلف الكثيرون حول من يستحق و من لا يستحق , لكن قلة أولئك الذي سيتناقشون حول فيلم الصدارة , ليس فقط لأنه أعظم إنجازات الشراكة طويلة الأمد بين الأسطورتين مارتن سكورسيزي و روبرت دي نيرو , بل لأنه أيضاً واحد من أعظم الأعمال التي عرضت على الشاشة يوماً , يكلله واحد من أعظم الأداءات التي قدمها الفن السابع , يصور الفيلم ( الإرتفاع – المجد – السقوط ) لواحد من أكثر ملاكمي القرن العشرين موهبةً و أكثرهم تعقيداً و إنقساماً جيك لاموتا , نتابع فيه علاقته الزئبقية مع شقيقه جوي , علاقته المتوترة مع زوجته الشابة فيكي , و مشاكله المستمرة مع الوزن الزائد , ثم التدمير الذاتي الذي يسببه لنفسه بفعل عقده المتراكمة و شكوكه التي لا تهدأ حول نوايا من يحيطون به , الفيلم لم يحقق نجاحاً يذكر في شباك التذاكر الأمريكي ربما بسبب عزوف الجمهور عن حضور أفلام معقدة التركيب في تلك الحقبة أواخر السبعينيات و مطلع الثمانينيات , و لم يقابل أيضاً بالإعتراف الذي تستحقه قيمته الفنية من قبل الأكاديمية فإكتفى بثمان ترشيحات للأوسكار نال إثنتين منها ( لروبرت دي نيرو و المونتيرة ثيلما سكونماكر , وهما أقرب أصدقاء سكورسيزي في الوسط الفني ) , فيلم ٌ عظيم عن دواخل الرياضي يضرب في عمق جنون العظمة و الإرتياب الذي يصيب الإنسان في ذروة مجده أكثر من إهتمامه بالملاكمة ذاتها ( 10 دقائق فقط من الملاكمة في الفيلم ) , و سواءً قوبل بما يستحقه أم لا خلال فترة عرضه , فإن هذا لم يمنع الكثيرين من تقديره كما يجب , و لعل المرتبة الرابعة التي وضعه فيها معهد الفيلم الأمريكي في قائمته لأعظم 100 فيلم في تاريخ هوليوود ( عام 2007 ) كانت كافيةً تماماً لتقدير قيمته , بالنسبة للكثير من النقاد : هذا هو أفضل أفلام الثمانينيات قاطبة ..
قائمتي الشخصية لأعظم عشرة أفلام رياضية عبر العصور :
1. Raging Bull (1980)
2. Rocky (1976)
3. Million Dollar Baby (2004)
4. The Hustler (1961)
5. The Pride Of The Yankees (1942)
6. Cinderella Man (2005)
7. National Velvet (1945)
8. Bull Durham (1988)
9. Hoosiers (1986)
10. The Natural (1984)
0 تعليقات:
إرسال تعليق