كتب : عماد العذري
في عام 1985 إشترت شركة DC Comics الشهيرة مجموعةً من شخصيات الكوميكس من شركة Charlton لإستخدامها في سلسلة جديدة. آلن مور كاتب سلاسل الكوميكس و الذي يعمل لصالح شركة DC Comics كان يرى بأن إستخدام مجموعةٍ من شخصيات الكوميكس غير الرائجة ضمن سلسلة واحدة قد يزيد من شعبيتها و بريقها إذا ما وحدتها قصة ممتازة و عميقة , و كان يرى في شخصيات سلسلة Mighty Crusaders من شركة MLJ Comics ما يفي بالغرض. بدأت الخطوط العريضة لقصته بالإرتسام في مخيلته: جريمة قتل يكون غموضها دافعاً للشخصيات نحو النبش و الوصول إلى حقائق مدوية. إستغل مور فرصة شراء شركته لشخصيات Charlton , و إستخدمها و روضها في قصته و قدمها إلى شركة DC Comics تحت عنوان Who Killed the Peacemaker. رفض المحرر ديك جوردانو يومها تصرف آلن مور و إستخدامه لشخصيات Charlton في قصته. السبب في الواقع هو إعتقاد جوردانو بأن الشخصيات المشتراة كانت أقل بريقاً و أهمية من أن تقدمها قصةٌ كهذه، و طلب من آلن مور إعادة كتابة قصته مستخدماً شخصيات جديدة تماماً. و ربما كان هذا هو أفضل قرار إتخذه في مسيرته. أصبحت السلسلة (التي حملت إسم Watchmen) عمل الكوميكس الوحيد الموضوع على قائمة مجلة التايم الشهيرة لأفضل 100 عمل أدبي في القرن العشرين .
و رغم أن مور كان يفضل الشخصيات المعروفة أكثر من الشخصيات الجديدة بسبب العلاقة المتشكلة سابقاً بين الشخصية و القاريء، إلا أنه إستكمل عمله و وجه دعوةً إلى الرسام ديف غيبينز ليعمل على الشخصيات المكتوبة بسبب التفاهم الكبير الذي كان يبديه غيبينز تجاه أفكار مور في أكثر من عملٍ جمعهما سابقاً. غيبينز في المقابل جلب معه خبير الألوان جون هيغينز الذي كان يصفه بالعبقري القادر على صنع الأعاجيب بألوانه ، و عيّن جوردانو لين وين كمحرر للسلسلة الجديدة و إكتفى هو بمهمة الإشراف العام على العمل مطلقاً الحرية المطلقة لمور و غيبينز و هيغينز في عمل ما يرونه مناسباً.
كان طموح مور و غيبينز واضحاً و محدداً: الإرتقاء بشخصيات الكوميكس إلى مكانة رفيعةٍ من الصدق في التقديم و البناء , وصنع واقع جديد في دنيا شخصيات الكوميكس مختلف عن النظرة التقليدية لها التي رسختها أعمال السوبر هيروز السابقة (و خصوصاً سوبرمان) , من خلال الغوص في دواخلها بشكل أعمق ، و صنع ثقل حقيقي في بناءها كشخصيات.
عمل مور و غيبينز على السلسلة بشكل متواصل لمدة أسابيع. و إعتكفا في معسكرٍ خاص في منزل الأخير لوضع أدق التفاصيل حول الشخصيات الجديدة. كان خيال مور خصباً و مدهشاً بالنسبة لغيبينز الذي أبهر مور بالمقابل بقدرته على تكييف هذا الخيال و نقله إلى الورق. منح مور صلاحية كاملة لغيبينز في رسم الخطوط التفصيلية للشخصيات وفق مايراه. و رغم هذه الصلاحيات إلا أن غيبينز عمل بشكل كبير وفقاً لخطة مور و رؤيته ، لكنه أضاف الكثير على العمل من الناحية البصرية و أسرف في إغناء عمله بالتفاصيل التي أثارت دقتها حتى آلن مور نفسه.
بعد عمل طويل و مرهق وجد آلن مور حبكته شبه مكتملة , لكنها كانت مخلةً بالعقد الذي وقعه لتقديم السلسلة في 12 عدداًَ. كانت السلسلة تنتهي في ستة أعداد فقط ! لذلك عمد آلن مور بالإلتفاف على ذلك من خلال تخصيص ما تبقى للتركيز على البيئة و الواقع العام الذي تعيشه الشخصيات في هذا الكون البديل علاوةً على التكثيف الموجود أصلاً حول الشخصيات كـ(سوبر هيروز).
و رغم أن نهاية السلسلة قد حملت تشابهاً ملحوظاً مع سلسلة تلفيزيونية تدعى The Architects of Fear الأمر الذي أشعل جدالاً كبيراً بين آلن مور و المحرر لين وين ، إلا أن مور إنتصر لقراره و أفكاره ، قبل أن يذكر مرجعية السلسلة التلفيزيونية في نهاية العدد 12من عمله .
تدور أحداث السلسلة في واقع بديل. ذات المكان و الزمان لأمريكا الثمانينيات لكن بتاريخ مختلف. و سبب هذا التاريخ المختلف هو وجود السوبر هيروز الذين قادوا (على سبيل المثال) الولايات المتحدة للإنتصار في حرب فيتنام ! و بفعل كونهم رجالاً خارقين (رغم أن الشخصية الوحيدة فيهم التي تمتلك قوىً خارقة للطبيعة هي Doctor Manhattan) فإن وجودهم كمواطنين أمريكيين قد زاد من حدة التوتر في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة و الإتحاد السوفييتي. الأمر الذي حولهم إلى مجموعةٍ مكروهةٍ من الشعب الذي يرغب بالعيش في إستقرار و راحة بال. هذا الكره قاد إلى تشريع حكومي عام 1977 لمنعهم من العمل. يتقاعد الجميع , و يعمل Doctor Manhattan و The Comedian كعملاء للحكومة , بينما يستمر Rorschach بالعمل كمقاتل متمرد على الأنظمة. لكن الأمور تتغير عندما تبدأ الحكومة بالتحقيق في جريمة مقتل إدوارد بليك الغامضة. تحقيق لا يقودهم إلى أي شيء , لكنه يشعل أنف رورشاك الذي يعشق التحري ! رورشاك سرعان ما يكتشف بأن إدوار بليك ماهو إلا السوبر هيرو السابق (الكوميدي) الذي كان موظفاً كعميل حكومي. ليس هذا فحسب بل يكتشف أيضاً بأن هذه هي الخطوة الأولى لتصفية جميع السوبر هيروز فيسارع لتحذير أربعة من رفاقه السابقين : دان درايبرغ (Nite Owl سابقاً) , Doctor Manhattan و حبيبته لوري جويسباتشيك (Silk Spectre سابقاً) و أدريان فيدت (الذي كان Ozymandias سابقاً و أصبح الآن رجل أعمال ناجح). و مع إتهامات وجهت لدكتور مانهاتن عقب جنازة الكوميدي بخصوص تسببه بإصابة عددٍ من زملاءه و رفاقه في العمل الحكومي بالسرطان، يقرر دكتور مانهاتن أن ينفي نفسه إلى المريخ كعقاب ذاتي ، مسبباً هزةً سياسية عنيفة بفعل إختلال موازين القوى العالمية في غيابه. الأمر الذي يقود الإتحاد السوفييتي لغزو أفغانستان في هذه الفترة. تكتمل الصورة بتأكيد شكوك رورشاك عندما ينجو أدريان فيردت بأعجوبة من محاولة إغتيال و يتهم رورشاك أيضاً بجريمة قتلٍ و يسجن بسببها. هنا تبدو ملامح الحرب على السوبر هيروز واضحة و جلية. يكافح دان درايبرغ و لوري جويسباتشيك لإطلاق رورشاك من سجنه بعد إقتناعهم بنظريته. وتكتمل الأحداث بجلب الدكتور مانهاتن لحبيبته لوري جويسباتشيك إلى المريخ. في حين يصعِّد درايبرغ و رورشاك حربهما في سعي حثيث لإكتشاف الجهة التي وقفت وراء قتل الكوميدي و إتهام دكتور مانهاتن و تفكيك السوبر هيروز بهذه الطريقة. لكن ما يكتشفانه يكون أصعب من أن يستوعبانه بسهولة .
ربما يبدو بسيطاً إلى درجة السذاجة أن نلخص شخصيات السلسلة في ستة أسماء فقط , لكن الأمر لا يبدو غريباً لو إعتبرنا أن هذه الأسماء الستة تمثل الهيكل الحقيقي للعمل (حتى لو كنا نتعامل مع فيلمٍ لا يهتم بالحبكة قدر إهتمامه ببناء الشخصيات و التعمق فيها) و التي لا نبالغ لو إعتبرنا كلاً منها بمفرده كياناً مستقلاً له قصته و تاريخه و آماله و همومه و وجهات نظره التي نتفق معها أو نختلف. شخصيات غنية و حية بطريقة مثيرةٍ للدهشة.
شخصيات العمل الست الرئيسية هي :
1- The Comedian أو إدوارد بليك (لعبها في الفيلم جيفري دين مورغان) : تبدأ السلسلة بمقتله لكن شخصيته لا تنتهي هنا بل هي تظهر كثيراً في الأحداث كنوعٍ من الفلاش باك. كما أن ملامح شخصيته تتضح من بعض التفاصيل التي تسرد على لسان بقية السوبر هيروز. يبدو الكوميدي شخصية متحجرة القلب , عنيفة , لكنه بالمقابل أكثر السوبر هيروز إدراكاً لطبيعة عمل السوبر هيرو و واجباته. كان ضمن المليشيات المتمردة أواخر الثلاثينيات لكنه طرد منها لمحاولته إغتصاب سالي جوبيتر. قاتل في فيتنام , و أطلق الأسرى المحتجزين في إيران , قبل أن يعود إلى سالي جوبيتر و يصبح أباً لطفلتها (لوري جويسباتشيك). عمل مع دكتور مانهاتن لصالح الحكومة عقب تشريع منع عمل السوبر هيروز عام 1977 , لكن حياته تنتهي عندما يكتشف جزيرة أوزماندياس و مخلوقاته الغريبة هناك. لا تمضي أيام بعد ذلك حتى يلقى حتفه عقب سقوطه من نافذة. مهاراته الرئيسية هي براعته في إستخدام الأسلحة : المسدسات , قنابل الغاز المسيل للدموع , السكاكين و الهراوات.
2- Doctor Manhattan أو جوناثان أوسترمان (لعبها في الفيلم بيلي كرودوب) : والده الساعاتي كان يريد لإبنه أن يسلك الطريق ذاته , لكنه عدل عن قراره عقب دمار هيروشيما بقنبلة نووية حيث قرر أن يصبح إبنه عالماً نووياً. إكتسب قواه الخارقة في حادثة إحتجاز تحولية عام 1959. يعد وجوده في صف الولايات المتحدة السبب الأهم لإنتصارها في حرب فيتنام. كما أنه منحها تفوقاً ملحوظاً في الحرب الباردة مع الإتحاد السوفييتي. صنعت الشخصية بالكثير من التفاصيل لكونها الشخصية الأكثر إنقساماً على نفسها بسبب قواها الخارقة التي إكتسبتها و المترافقة مع هشاشة عاطفية لا يخطئها القارىء. تتجرد الشخصية من ملامح الإنسانية شيئاً فشيئاً بالطريقة ذاتها التي تتجرد فيها من ملابسها مع مرور السنوات. خصوصاً عندما يفقد علاقة حبه مع لوري جويسباتشيك. صنعها غيبينز بتميز من خلال جعلها أكثر الشخصيات تميزاً على الصعيد الشكلي أيضاً (ربما يجاريها في ذلك رورشاك) بجسد أزرق عارٍ و عينين مومضتين.
3- Nite Owl أو دان درايبرغ (لعبها في الفيلم باتريك ويلسون) : بومة الليل ، إكتسب تسميته هذه من قدرات البومة التي إمتلكها. يبدو بصرياً نسخةً مقاربة لكلارك كنت مرتدياً ملابس باتمان !
4- Ozymandias أو أدريان فيدت (لعبها في الفيلم ماثيو غود) : واحد من أكثر الأشخاص ذكاءاً على كوكب الأرض. يمتلك قدرات عقلية مبهرة طوعها للتحكم في قدراته الجسدية و إستغلالها في أفضل صورة ممكنة. يرافقه دوماً حيوانه الوشق المطور جينياً. يبدو و كأنما يلعب دور الشخص الشرير في السلسلة لكن حتى ضمن هذا الإطار هو لا يبدو شريراً بالمطلق (كحال جميع شخصيات السلسلة : أسوأها لديه شيء جيد ليقدمه , و أفضلها لديه أيضاً شيء سيء لنراه). رُسم كمزيجٍ من الإسكندر الأعظم و رمسيس الثاني مرتدياً زياً رومانياً قديماً. صنفته مجلة فوربز الشهيرة في المرتبة العاشرة لأغنى 15 شخصية خيالية (مادياً) في التاريخ .
5- Rorschach أو وولتر كوفاتش (لعبه في الفيلم جاك إيرل هيلي) : السوبر هيرو المتمرد الذي يرتدي قناعاً أبيضاًَ ذو بقع حبر متحركة بشكل دائم. ثائر على الظلم و محارب لا يلين في وجه الجريمة المتفشية رغم تصنيفه هو نفسه كخارج عن القانون. أسلحته بسيطة للغاية : الفلفل الحار و البخاخات و عبوات الغاز المضغوط بالإضافة إلى مهارته في إستخدام الأسلحة النارية و قدراته كمقاتل يدوي ذكي و الأهم من ذلك قدرته التسللية و الإستكشافية. نشأ في دار للأيتام و عمل في طفولته و شبابه في صناعة الملابس. يفقد سلامته الذهنية عام 1975 عقب فشله في إنقاذ فتاة صغيرة مختطفة تقتل دون أن يصل إليها، فيقضي حياته مقتنعاً بأن شخصيته الحقيقية هي رورشاك و أن تنكره هو وولتر كوفاتش ! يمثل ترميزاً بصرياً واضحاً لما يعرف بـ (اللارمادية) أو (اللا حياد). شخصية لديها الأبيض أبيض و الأسود أسود و تكره دائماً الوقوف في المنطقة الرمادية , و هو أمرٌ يمثله قناعه الغريب ذو بقع الحبر المتحركة بإستمرار. هو اكثر شخصيات السلسلة قبولاً لدى الشريحة الأكبر من القراء. صنفته مجلة Empire في المرتبة السادسة عشر لأعظم 100 شخصية كوميكس عبر العصور بينما وضعته مجلة Wizard في المرتبة السادسة.
6- Silk Spectre أو لوري جويسباتشيك (تؤديها في الفيلم مالن آكرمان) : إبنة Silk Spectre الأولى (سوبر هيرو سابقة تعرضت للإغتصاب من قبل الكوميدي قبل أن تقيم معه علاقةً مطولة أثمرت عن لوري). ظلت حبيبة الدكتور مانهاتن لسنوات طويلة و بسبب علاقتها به عملت في ظل الحكومة و أقامت في قاعدةٍ تابعة للدولة. عقب النفي الذاتي الذي أقدم عليه الدكتور مانهاتن تعلق الحكومة نفقات لوري و تطلب منها مغادرة القاعدة ، حيث تنتقل للإقامة مع دان درايبرغ الذي تقع في حبه. في العدد الثامن من السلسلة يجلبها الدكتور مانهاتن إليه في المريخ , و هناك تكتشف بأن الكوميدي هو والدها الحقيقي.
بهذه الشخصيات الستة الرئيسية صنع آلن مور و ديف غيبينز سلسلتهما التي طبقت شهرتها الآفاق و تلقفتها الأيدي و نفذت أعدادها من الأسواق بطريقة غير مسبوقة. ليس هذا فحسب بل أنها صنعت حولها هالةً خاصةً لدى مناصريها تختلف عن أي هالة قبول تلقتها أي من سلاسل الكوميكس على الإطلاق. ربما بفضل نهج مور في التركيز على العمق البنائي للشخصيات و الواقع البديل الذي تعيشه أكثر من إهتمامه بالحبكة و ما يحدث فيها، و هو أمرٌ لم يحدث أن اختبره عشاق و مهووسو سلاسل الكوميكس قبله.
إلى جوار هذه الشخصيات الست هناك العديد من الشخصيات المهمة والمؤثرة في السلسلة ، والتي يعتبرها البعض مكمن القوة الحقيقية للعمل بسبب الدفع والغنى المهمين الذين منحتهما للشخصيات الرئيسية فيها ، والعمق الذي رسخته من خلال أهميتها في تشكيل ماضي وحاضر ومستقبل شخصيات العمل الرئيسية.
واحدة من أهم و أكثر الأجزاء بريقاً في السلسلة هي القصة المصغرة المروية ضمن الأحداث في ستة من الأعداد الإثني عشر. القصة التي تحمل عنوان Tales of the Black Freighter، والتي تحكي قصة رحلة ملاح شاب لتحذير بلدته من سفينة The Black Freighter التي تقوم بأعمال قرصنة بعدما نجا و سفينته من خطرها ، و يقوم من أجل إنجاز تحذيره بسفك دماء أبرياء و إستغلال جثث رفاقه الموتى كوسيلةٍ لصناعة طوافة , وعندما يعود لمنزله يهاجم زوجته بطريقة غريبة لفقدانه ثقته بها ، قبل أن يعود إلى الشاطيء حيث يرى السفينة الهدف و يتسلقها و يحدث ما يحدث. قصة قصيرة مليئة برمزية واضحة و معبرة عن الخوف و القلق و الإضطهاد و العزلة. وعن فقدان الثقة بالمحيطين , وعن الوصولية , وعن إستغلال معاني الصداقة للوصول لهدفٍ يعتقد بأنه نبيلٌ و سامٍ. حكايةٌ داخل حكاية تعرض كنايةً صريحةً عن حال دكتور مانهاتن و أوزماندياس و رورشاك.
في سبتمبر 1986 أطلقت DC Comics عملها الجديد Watchmen. مترافقةً مع حملةٍ دعائيةٍ ضخمة وقف وراءها الحماس الشديد الذي لقيه العمل قبل طرحه من قبل الرؤساء الكبار في شركة DC Comics. و مثل قنبلةٍ إنفجرت في الولايات المتحدة إنتشرت الملبوسات و البوسترات و البطاقات و ألعاب الفيديو التي تحمل صورة الوجه الأصفر المبتسم و الملطخ بالدم. الصورة التي كانت رمزاً لمقتل الكوميدي أصبحت تلقائياً رمزاً مباشراً للسلسلة كلها. إستمرت السلسلة في الظهور شهرياً على مدار عام كامل كان كافياً ليقطف ملايين المعجبين في طول الولايات المتحدة و عرضها. قفزت السلسلة بمبيعات شركة DC Comics إلى أرقام خيالية مكنتها من تخطي عتبة منافستها الأبرز و الأكثر شهرة Marvel. سرعان ما أصبحت الأعداد المنشورة خلال عام إطلاق السلسلة أعداداً للذكرى ، مما إضطر الشركة لتعيد إطلاق السلسلة في مجلد ضخم يتضمن الأعداد الإثني عشر. خصصت مكتبات الولايات المتحدة رفوفاً كاملة لعرض أعداد السلسلة ، و سرعان ما أصبحت الطبعة الأولى طبعاتٍ أخرى بعد ذلك. تحولت السلسلة إلى ظاهرةٍ ثقافية وأدبية حقيقية. لم يسبق لسلسلة كوميكس أن عوملت بمثل هذا الإحتفاء و التقدير , ناهيك عن تحقيقها كل ذلك خلال عامٍ واحد فقط و من خلال 12 عدداً فقط.
لم يكن رواج السلسلة جماهيرياً فحسب، فقد تلقت حال إطلاقها في الولايات المتحدة مديحاً نقدياً إستثنائياً سواء من قبل نقاد سلاسل الكوميكس أو من قبل نقاد الأدب عموماً , و تم التعامل معها كتحفة أدبية حقيقية تمزج الإثارة بالغموض والهجاء السياسي بالتحليل النفسي ضمن أجواء خاصة من الخيال العلمي. نالت السلسلة جائزة هوغو الأدبية الرفيعة في فئة (أشكال أدبية أخرى) , و وضعتها مجلة Entertainment Weekly في المرتبة الثالثة عشر لأعظم 50 عمل أدبي في الـ 25 عاماً الماضية , بينما إعتبرتها مجلة التايم الأمريكية أفضل عمل كوميكس معاصر , قبل أن تضعها عام 2005 على قائمتها الشهيرة لأعظم 100 عمل أدبي في القرن العشرين.
0 تعليقات:
إرسال تعليق