كتب : عماد العذري
بطولة : جيمس ستيوارت , دونا ريد , ليونيل باريمور , توماس ميتشيل , هنري ترافرز
إخراج : فرانك كابرا
جورج بايلي رجلٌ رأى كل آماله العظيمة تتساقط مثل أوراق الخريف أمام رياح الأقدار , و تتقلص و تتقلص , لتنحصر في النهاية في رسم السعادة و التفاؤل في وجوه المحيطين به من أهله و أبناء بلدته الصامدين في وجه إغراءات الثري الطاغية هنري بوتر , لكن كل ذلك يذهب سدى في إحدى ليالي إحتفالات رأس السنة الجديدة عندما تقود ثمانية آلاف دولار - فقدها عمه - شركته نحو الإفلاس و حياته و حياة الآلاف من حوله نحو الهاوية , يقرر الرجل الذي لطالما وضع حياته سخرةً لغيره أن يضع حداً لها لأنه ببساطة لم يعشها كما تمنى أن يعيشها , و لم يذق منها ما حلم يوماً بأن يتذوقه , لكن قراره هذا يرسل في طريقه ملاكاً من السماء ليقف إلى جواره في محنته و يريه كم هي غاليةٌ حياته هذه , و أن هناك الكثير فيها يستحق أن نبقى من أجله , و إن قيمته كفردٍ لا يحددها وجوده فقط بل الفراغ الذي يتركه غيابه أيضاً , و أن كل المآسي و المحن التي نعيشها في حياتنا كانت ربما لتكون أسوأ لو لم نعشها أصلاً , و أنها في الأخير .. حياة رائعة ..
كيف يمكن للمرء أن يبدأ الحديث عن واحدٍ من أفضل الأفلام التي شاهدها في حياته ؟! و فيلم يمثل للكثيرين أيضاً واحداً من أفضل الأفلام التي شاهدوها في حياتهم ؟! عندما تسمع في حديث سينمائي أو تقرأ في مقال سينمائي عن مصطلح ( الأفلام الملهمة ) , قد يتبادر إلى ذهنك طابور طويل من الأفلام التي يمكننا إدراجها ضمن هذه التسمية على إختلاف جودتها و مستوياتها , آخرها ربما فيلم الأوسكار الماضي Slumdog Millionaire , و قد تسمع إسم فيلم فرانك كابرا هذا يتردد كثيراً في هذا السياق , لكنني أختصر الأمر عليك : هذا الفيلم ليس واحداً منها , إنه أعظمها !!
فيلم فرانك كابرا هذا لم يكن فيلم صدفة , أو عملاً غير مرتقبٍ أو مأمول ( كحال عددٍ كبير من الكلاسيكيات السينمائية ) , بل بالعكس , يأتي هذا الفيلم من مخرج رشح لخمس جوائز أوسكار قبله , فاز بثلاثٍ منها , قبل أن ينضم إلى القوات الأمريكية مع صديقه و نجمه الذي أداره في أكثر من عمل سابقاً جيمس ستيوارت , و بعد توقفٍ دام 6 أعوام – هي فترة الحرب العالمية الثانية – عاد الرجلان إلى هوليوود ليقدما مشروعهما الجديد , مشروعٌ كلف مبالغ باهظة توفرت بسهولة بفعل الزخم الجماهيري الذي يحظى به الرجلان , لكن سقوط الفيلم في شباك التذاكر الأمريكي كان مخيباً جداً لكليهما , و ربما يبدو باعثاً على الأسى أن يقابل الدور الذي يعتبره الأسطورة جيمس ستيوارت أفضل دور لعبه في حياته بهذه الطريقة , و للأسف كان لهذا الفيلم أن يتلاشى مع الزمن من الذاكرة الهوليوودية , لكن كما يقال ( رب ضارةٍ نافعة ) , القوانين الهوليوودية التي أسقطت حقوق الملكية للفيلم بالتقادم , جعلته يعود إلى العروض التلفيزيونية بوفرة في السبعينيات , لدرجةٍ أصبح بها فيلم ليلة الكريسماس المفضل في الولايات المتحدة بدءاً من عام 1974 , و على مدى عشرين عاماً تمكن الفيلم من أن يكتسب مكانته الحقيقية بين النقاد و الجمهور على السواء , و قبل أن يموت رأى فرانك كابرا أكبر حسرةٍ في قلبه تتحول أمام عينيه إلى أعظم فيلمٍ في مسيرته ..
عن قصة The Greatest Gift للروائي فيليب فان دورين ستيرن يسرد السيناريو الذي شارك فرانك كابرا في كتابته أيضاً قصة جورج بايلي الفتى الشهم طيب القلب و الطموح للغاية و الذي يحيا حياةً خاوية في بلدته الصغيرة بيدفورد فولز , أحلام جورج عظيمة , رجل يبدو قوس قزح قريباً من يديه , يريد أن يعبر الأنهار و يخترق الغابات و يطوف قارات الأرض و يعيش حياته كما يحب , لكن طموحه هذا يدمر مع وفاة والده صاحب شركة القروض و التعمير التي يديرها في البلدة , وفاة والده ألقت على عاتقه مسئولية كبيرة تجاه عائلته و تجاه بلدته التي على وشك الإنهيار و الإنجراف في مستنقع الثري المستبد هنري بوتر , و أمام هذا الظرف يؤجل جورج تحقيق آماله تلك ليقف بشركة والده على قدميها و ليمنعها من التفكك , و عوضاً عن سفره لإكمال تعليمه في أوروبا يقرر الرجل إرسال شقيقه الأصغر هاري , الذي سرعان ما يتزوج هناك و يصبح لاحقاً بطلاً من أبطال الحرب العالمية الثانية , جورج لم يتخل عن بلدته و لم يتخل عن حبه ماري التي تصبح زوجته و أم أولاده الأربعة , لكن الأمور تسوء مع مرور الأيام , قبل أن توشك 8000 دولار على إرسال المثل الأعلى للشرف و النزاهة في البلدة إلى السجن , في هذا الموقف يرى جورج أن حياته لم يعد لها قيمة , و أن رحيله بكرامة أفضل ألف مرة من بقاءه في هذا الذل , لكن ملاكاً من الدرجة الثانية يدعى كلارنس يقرر أن يعلم جورج درسه الخاص في معنى الحياة التي يعيشها ..
فرانك كابرا يفتتح فيلمه بطريقة توحي مبكراً جداً بأن هذا الفيلم يحمل ذلك النوع الخالد من القصص , الحوار الملائكي ( الهزلي ) الذي يدور يبدو كمدخل سردي ممتاز لتناول حياة جورج بايلي في المرحلة التي تسبق المرحلة المحورية من هذا الفيلم ( وهي قرار الإنتحار ) , هذه المقدمة تنطلق لاحقاً في ثلاث محاور تمهيدية أساسية يعمل عليها كابرا بإحترافية أستاذ من العيار الثقيل , المحور الأول يقودنا مبكراً لحادثتين مهمتين في حياة جورج بايلي : الأولى إنقاذه لشقيقه هاري من الغرق أسفل الجليد و هي الحادثة التي أفقدته قدرته على السمع , و الثانية هي إنقاذه للسيد غاوار مالك الصيدلية التي يعمل فيها من كارثةٍ كادت تودي بحياة أحد المرضى بعد تركيبه وصفة الدواء بطريقةٍ خاطئة بتأثير حالته النفسية المنهارة من جراء فقدانه لولده , حادثتان مبكرتان تبدوان كافيتين تماماً ليقدم لنا فرانك كابرا بطله جورج بايلي : هذا إنسانٌ ذو روحٍ حية .. و كفى !
الروح الحية التي يقدمها لنا كابرا لا بد لها من شيءٍ يغذيها لدى صاحبها , و غذاؤها أيضاً يقدمه كابرا مبكراً من خلال الطموح الذي تعبق به شخصيته , جورج بايلي يريد أن يخرج من بلدته و من القوقعة الصغيرة التي يعيش فيها , يريد أن يكسر الطوق الذي يلتف على رقبته , حيث الجميع هنا يلجأون إلى هنري بوتر في محنهم و ضوائقهم , جورج بايلي لا يريد أن يدفن نفسه في هذه البلدة و هو طموحٌ يبدو مشروعاً له , فرانك كابرا ينجح مجدداً في هذا التمهيد ..
المحور التمهيدي الثالث يتعلق بقلب جورج بايلي , القلب الذي تسرقه ماري صديقة طفولته , يجد الشاب في ماري كل ما يكمله و يرضيه , و ماري بالمقابل ( بفعل أداءٍ ممتاز من دونا ريد ) تبدو و كأنما تستحق فعلاً هذا الحب , و الشخصيتان اللتين تديران هذه العلاقة , جورج و ماري , تتمكنان في لقاءهما الأول على الشاشة من أن توصل شعور التكامل و التناغم و الإنسجام الذي يربطهما تجاه بعضهما , فرانك كابرا يتمكن تماماً من تقديم شخصيات حقيقية و قريبةٍ فعلاً من القلب , و ينجح أيضاً في المحور التمهيدي الثالث ..
يوحد كابرا بعد ذلك المحاور التمهيدية الثلاثة : الروح , و الغذاء , و العاطفة في نقطة إنقلابية واحدة و بضربة معلِّم كبير , حادثة وفاة والد جورج تكون قادرة على صنع نقطة الإنقلاب و الإنكسار في الشخصية , فالغذاء سيتوقف على الأقل لفترةٍ من الزمن و لن يكون جورج بايلي قادراً على إرضاء طموحاته في ظروف كهذه , و العاطفة تجمد لأن جورج بات يواجه الآن مشاكل أكبر بكثير من أن تسمح له بالبحث عما يرضي عاطفته , لكن الروح لاتموت , جورج يتعامل مع هذا الإنقلاب بذات روح الشجاعة التي أنقذ بها شقيقه من الموت و أنقذ بها السيد غاوار من السجن , جورج يبدو و كأنما يتخذ قراره بإنقاذ بلدته كلها لأنه رأى ببصيرةٍ نافذة كيف ستنزلق عشرات العائلات متوسطة الدخل في دوامة الإغراءات التي يقدمها هنري بوتر , جورج بروحه الحية يضحي بأحلامه الكبيرة ( أو يؤجلها كما كان يعتقد عندما أقدم على ذلك ) في سبيل هدفٍ يراه أسمى و أهم ..
لاحقاً و عندما يعتقد جورج بعد أربع سنوات من إغتراب أخيه هاري بأن شقيقه سيعود ليحرره و يحمل عنه الثقل الذي على كاهله يعود شقيقه من أوروبا متزوجاً و منضماً للعمل لدى والد زوجته , جورج يضحي مجدداً لأنه رأي السعادة تشع من عيني شقيقه , يؤجل أحلامه مجدداً إلى أجلٍ غير مسمى ( و كأنما بدأ يدرك هذه المرة بأنه في الواقع يضحي بها ) , و ما يثيرني ضمن مشاهداتي المتعددة لهذا الفيلم هو التمكن الذي أظهره كابرا في العمل على ( الحدث ) وحده لتكثيف الصور و المشاعر الداخلية لشخصية جورج , كابرا لا يحاول أن يغوص في المشاعر , هو يرسم الحدث فقط , و يكتفي بجعل مشاهده يراقب ردات الفعل الداخلية بوضوحٍ مدهش دون أن يقدم هذه المشاعر بطريقةٍ سردية بليدة , كل حدثٍ يصيب مسيرة جورج يجعلنا مجرد حدوثه فقط نشعر تماماً بما يعتمل في نفسية الرجل و بما يدور في خاطره , و بنفس النهج يقدم لنا كابرا علاقة جورج بماري التي تتوج بالإرتباط لاحقاً , مشاعر جورج تجاه ماري مقيدة بدافعٍ من روحه الحية لأنه يعلم بأن هناك شخصاً آخراً متيماً بها , شعور جورج هنا يصل للمشاهد بشكلٍ واضحٍ وجلي و دون تعقيد , و من خلال هذه العلاقة أيضاً يبدو كابرا و كأنما يلامس التكامل الذي يشكل ملامح العلاقة بين شخصيتي جورج و ماري , ماري على خلاف جورج تعود إلى بلدتها بعدما أنهت دراستها في نيويورك , تفضل بلدتها الصغيرة على نيويورك , وهو تصرف لا يستوعبه جورج تماماً بحكم الغذاء الذي لطالما تمناه لروحه في تحطيم زنزانتها الضيقة , نسيج معمول بذكاء نص و بذكاء مخرج , أحداث متعاقبة ضمن نسق متناغم تقدم مشاعر بطلنا دون الحاجة لأي تعقيدات سردية أو معالجات سيكولوجية فائضة ..
الأمور السيئة تستمر في اللقاء بجورج في المفاصل المهمة من حياته , ليلة زفافه تواجهه مشكلة القرض الذي رفضه البنك لشركته , حدثٌ آخر يمكننا بمجرد حدوثه أن نستوعب ما يعتمل الآن في دواخل جورج , ليس هذا فحسب بل أننا نبدأ نستشف الآن نوعاً من الرضا و القناعة من جورج تجاه حياته الجديدة و تجاه نمط المصاعب التي تكيف على مواجهتها , و المشهد الذي يحل به جورج هذه المعضلة يبدو بليغاً بدرجة عالية : أولاً تصوير يلامس القلب لرجلٍ يواجه محنة إغلاق شركته ليلة زفافه و يواجه ذلك بشجاعته المعتادة , و ثانياً إمعانٌ في تقديم درجة التناغم بين شخصيتي جورج و ماري , ماري التي تكون هي في الواقع صاحب مقترح توزيع الألفي دولار - التي قررا إنفاقها في شهر العسل - على أصحاب الأسهم في الشركة قبل أن تدعو جورج للسهرة في فندق والدورف المهجور الذي ذكرا أمامه أمنياتهما و طموحات شبابهما , و ثالثاً تصوير ختامي للروح الحية النابضة و المتفائلة رغم قسوة الحياة التي تطحنها , جورج يمنع إغلاق شركته بصرف كل النقود التي في حوزته , تنقضي المدة و يتبقى له فقط دولاران , دولاران يزوجهما جورج ببعضهما و يتركهما في الخزينة لينجبا المزيد من الدولارات !!
في الثلث الأخير من الفيلم يواصل كابرا تأمل الأحلام الكبيرة التي تستمر بالتقلص , صحيح أن أفكار جورج تؤتي ثمارها و يتمكن الرجل من الوقوف في وجه نفوذ بوتر , لكننا لا نستطيع تجاهل المشاعر التي تغمرنا و نحن نراقب وضع جورج الذي لم يتغير , جورج في هذه المرحلة يبدو ناقماً على وضعه , حياته كما هي , منزله كما هو , سيارته العتيقة كما هي , حتى القطعة المكسورة في درابزين درج منزله ما زالت كما هي , و عندما تكشر الحرب العالمية الثانية عن أنيابها , تبدو حياة جورج – على خلاف ما قد تولده فيها بشاعة الحرب – و كأنما تتجدد و تنبعث بفعل الأعمال الكثيرة التي ساهم بها جورج خلال فترة الحرب بعدما منعته إعاقته السمعية من أن يصبح مقاتلاً بطلاً كحال شقيقه هاري , و في الرابع و العشرين من ديسمبر من عام 1945 عندما كان الرجل سعيداً بعودة شقيقه البطل , تتحول حياة الرجل إلى كابوس , هذا اليوم الذي إنتظرناه منذ المقدمة ( الملائكية ) التي أفتتح بها هذا الفيلم يطل أخيراً ليقود جورج إلى المأساة الختامية , مثال الشجاعة و النزاهة في البلدة سيقاد إلى السجن بفعل 8000 دولار فقدها عمه و شريكه في عمله , يتمنى جورج لو أنه لم يولد , و يحقق له ملاكه الحارس أمنيته التي تكشف له في الختام القيمة الحقيقية للحياة , ليس فقط في الوجود بحد ذاته , بل بالأثر الذي يتركه وراءه , بالفعل الذي يقوم به , بالغنى الذي يقدمه لمحيطه , و بالتأثير على العديد و العديد ممن يحيطون به , عبرة عظيمة للغاية قدمها فرانك كابرا بعبقرية عقب تمهيد مطولٍ لها , قصة لا تستمر لأكثر من ربع ساعة على الشاشة لكنها تفجر كل القيم التي ظل المشاهد طوال الفترة الماضية يحاول أن يستشفها من تقديم شخصية جورج بايلي , الفيلم يقول بصراحة بأن العبرة لا تكمن في الفارق بين الحياة التي نعيشها و تلك الحياة التي كان يمكن أن نعيشها , بل تكمن أساساً بين أن نحيا أو لا نحيا , تكمن في قيمة وجودنا و في قيمة غيابنا أيضاً , و رغم قسوة هذا الكابوس إلا أن كابرا يبدو و كأنما يتعمد ألا يظهره بصورةٍ قاتمة , ربما بسبب وجود ملاكٍ حارس يحاول أن يهذب شخصية جورج و لا يعاقبها , و القيمة التي يحاول كابرا تقديمها في هذا الكابوس تصل بشكل جيد كقيمة تهذيبية رفيعة المستوى , لتبدو في ختام هذا الكابوس ( كما ترى جورج , إنها حياة رائعة ) ..
جيمس ستيوارت في أداءٍ موفق جداً , كتلة متحركة من الثقة بالنفس و اللطف و الإستقلالية , إستقلالية نابعة من معرفة الرجل بما يفكر به و ما يطمح إليه و ما يسير عليه , شخصية جورج رغم إستثنائيتها في إتخاذ القرارات الحاسمة إلا أن جورج لم يكن في أي مرحلةٍ من حياته سيد مصيره , بل بالعكس كان في كل مفاصل حياته خاضعاً للظروف العجيبة و الأقدار التي عصفت بحياته و أعادت تشكيل طموحاته , و من أجل ذلك يبدو إنهيار الشخصية نحو الدمار الذي أصابها مقدماً بطريقة موزونة و ممتازة من الممثل الذي يميل الكثيرون لإعتباره أكثر الممثلين المحبوبين في تاريخ هوليوود : جيمس ستيوارت ..
هذا الفيلم الذي أصبح أيقونة الكريسماس السنوية يستحق ذلك فعلاً , ليس فحسب بسبب الفترة التي يدور فيها الحدث الرئيسي فيه , و الهدية التي يتلقاها جورج من كل محبيه ليلة الكريسماس , بل أيضاً للقيمة التضمينية التي تحملها مشاهدة فيلمٍ كهذا لمشاهديه على أعتاب كل سنةٍ جديدة : غسل الهموم التي حملناها طوال عام , و نظرة تقييم البشر لأعمالهم كل سنة و إشعارهم بقيمة ما يمثلونه لمجتمعاتهم .. فيلمٌ عظيم بقصة خالدة و رسالة عالمية جعلته لا يموت أبداً ..
في الختام .. " عزيزي جورج .. تذكر أنه لا يعرف الفشل من لديه أصدقاء .. شكراً على الجناحين " .. هذا واحد من أعظم الأفلام التي شاهدتها في حياتي ..
التقييم من 10 : 10
بطولة : جيمس ستيوارت , دونا ريد , ليونيل باريمور , توماس ميتشيل , هنري ترافرز
إخراج : فرانك كابرا
جورج بايلي رجلٌ رأى كل آماله العظيمة تتساقط مثل أوراق الخريف أمام رياح الأقدار , و تتقلص و تتقلص , لتنحصر في النهاية في رسم السعادة و التفاؤل في وجوه المحيطين به من أهله و أبناء بلدته الصامدين في وجه إغراءات الثري الطاغية هنري بوتر , لكن كل ذلك يذهب سدى في إحدى ليالي إحتفالات رأس السنة الجديدة عندما تقود ثمانية آلاف دولار - فقدها عمه - شركته نحو الإفلاس و حياته و حياة الآلاف من حوله نحو الهاوية , يقرر الرجل الذي لطالما وضع حياته سخرةً لغيره أن يضع حداً لها لأنه ببساطة لم يعشها كما تمنى أن يعيشها , و لم يذق منها ما حلم يوماً بأن يتذوقه , لكن قراره هذا يرسل في طريقه ملاكاً من السماء ليقف إلى جواره في محنته و يريه كم هي غاليةٌ حياته هذه , و أن هناك الكثير فيها يستحق أن نبقى من أجله , و إن قيمته كفردٍ لا يحددها وجوده فقط بل الفراغ الذي يتركه غيابه أيضاً , و أن كل المآسي و المحن التي نعيشها في حياتنا كانت ربما لتكون أسوأ لو لم نعشها أصلاً , و أنها في الأخير .. حياة رائعة ..
كيف يمكن للمرء أن يبدأ الحديث عن واحدٍ من أفضل الأفلام التي شاهدها في حياته ؟! و فيلم يمثل للكثيرين أيضاً واحداً من أفضل الأفلام التي شاهدوها في حياتهم ؟! عندما تسمع في حديث سينمائي أو تقرأ في مقال سينمائي عن مصطلح ( الأفلام الملهمة ) , قد يتبادر إلى ذهنك طابور طويل من الأفلام التي يمكننا إدراجها ضمن هذه التسمية على إختلاف جودتها و مستوياتها , آخرها ربما فيلم الأوسكار الماضي Slumdog Millionaire , و قد تسمع إسم فيلم فرانك كابرا هذا يتردد كثيراً في هذا السياق , لكنني أختصر الأمر عليك : هذا الفيلم ليس واحداً منها , إنه أعظمها !!
فيلم فرانك كابرا هذا لم يكن فيلم صدفة , أو عملاً غير مرتقبٍ أو مأمول ( كحال عددٍ كبير من الكلاسيكيات السينمائية ) , بل بالعكس , يأتي هذا الفيلم من مخرج رشح لخمس جوائز أوسكار قبله , فاز بثلاثٍ منها , قبل أن ينضم إلى القوات الأمريكية مع صديقه و نجمه الذي أداره في أكثر من عمل سابقاً جيمس ستيوارت , و بعد توقفٍ دام 6 أعوام – هي فترة الحرب العالمية الثانية – عاد الرجلان إلى هوليوود ليقدما مشروعهما الجديد , مشروعٌ كلف مبالغ باهظة توفرت بسهولة بفعل الزخم الجماهيري الذي يحظى به الرجلان , لكن سقوط الفيلم في شباك التذاكر الأمريكي كان مخيباً جداً لكليهما , و ربما يبدو باعثاً على الأسى أن يقابل الدور الذي يعتبره الأسطورة جيمس ستيوارت أفضل دور لعبه في حياته بهذه الطريقة , و للأسف كان لهذا الفيلم أن يتلاشى مع الزمن من الذاكرة الهوليوودية , لكن كما يقال ( رب ضارةٍ نافعة ) , القوانين الهوليوودية التي أسقطت حقوق الملكية للفيلم بالتقادم , جعلته يعود إلى العروض التلفيزيونية بوفرة في السبعينيات , لدرجةٍ أصبح بها فيلم ليلة الكريسماس المفضل في الولايات المتحدة بدءاً من عام 1974 , و على مدى عشرين عاماً تمكن الفيلم من أن يكتسب مكانته الحقيقية بين النقاد و الجمهور على السواء , و قبل أن يموت رأى فرانك كابرا أكبر حسرةٍ في قلبه تتحول أمام عينيه إلى أعظم فيلمٍ في مسيرته ..
عن قصة The Greatest Gift للروائي فيليب فان دورين ستيرن يسرد السيناريو الذي شارك فرانك كابرا في كتابته أيضاً قصة جورج بايلي الفتى الشهم طيب القلب و الطموح للغاية و الذي يحيا حياةً خاوية في بلدته الصغيرة بيدفورد فولز , أحلام جورج عظيمة , رجل يبدو قوس قزح قريباً من يديه , يريد أن يعبر الأنهار و يخترق الغابات و يطوف قارات الأرض و يعيش حياته كما يحب , لكن طموحه هذا يدمر مع وفاة والده صاحب شركة القروض و التعمير التي يديرها في البلدة , وفاة والده ألقت على عاتقه مسئولية كبيرة تجاه عائلته و تجاه بلدته التي على وشك الإنهيار و الإنجراف في مستنقع الثري المستبد هنري بوتر , و أمام هذا الظرف يؤجل جورج تحقيق آماله تلك ليقف بشركة والده على قدميها و ليمنعها من التفكك , و عوضاً عن سفره لإكمال تعليمه في أوروبا يقرر الرجل إرسال شقيقه الأصغر هاري , الذي سرعان ما يتزوج هناك و يصبح لاحقاً بطلاً من أبطال الحرب العالمية الثانية , جورج لم يتخل عن بلدته و لم يتخل عن حبه ماري التي تصبح زوجته و أم أولاده الأربعة , لكن الأمور تسوء مع مرور الأيام , قبل أن توشك 8000 دولار على إرسال المثل الأعلى للشرف و النزاهة في البلدة إلى السجن , في هذا الموقف يرى جورج أن حياته لم يعد لها قيمة , و أن رحيله بكرامة أفضل ألف مرة من بقاءه في هذا الذل , لكن ملاكاً من الدرجة الثانية يدعى كلارنس يقرر أن يعلم جورج درسه الخاص في معنى الحياة التي يعيشها ..
فرانك كابرا يفتتح فيلمه بطريقة توحي مبكراً جداً بأن هذا الفيلم يحمل ذلك النوع الخالد من القصص , الحوار الملائكي ( الهزلي ) الذي يدور يبدو كمدخل سردي ممتاز لتناول حياة جورج بايلي في المرحلة التي تسبق المرحلة المحورية من هذا الفيلم ( وهي قرار الإنتحار ) , هذه المقدمة تنطلق لاحقاً في ثلاث محاور تمهيدية أساسية يعمل عليها كابرا بإحترافية أستاذ من العيار الثقيل , المحور الأول يقودنا مبكراً لحادثتين مهمتين في حياة جورج بايلي : الأولى إنقاذه لشقيقه هاري من الغرق أسفل الجليد و هي الحادثة التي أفقدته قدرته على السمع , و الثانية هي إنقاذه للسيد غاوار مالك الصيدلية التي يعمل فيها من كارثةٍ كادت تودي بحياة أحد المرضى بعد تركيبه وصفة الدواء بطريقةٍ خاطئة بتأثير حالته النفسية المنهارة من جراء فقدانه لولده , حادثتان مبكرتان تبدوان كافيتين تماماً ليقدم لنا فرانك كابرا بطله جورج بايلي : هذا إنسانٌ ذو روحٍ حية .. و كفى !
الروح الحية التي يقدمها لنا كابرا لا بد لها من شيءٍ يغذيها لدى صاحبها , و غذاؤها أيضاً يقدمه كابرا مبكراً من خلال الطموح الذي تعبق به شخصيته , جورج بايلي يريد أن يخرج من بلدته و من القوقعة الصغيرة التي يعيش فيها , يريد أن يكسر الطوق الذي يلتف على رقبته , حيث الجميع هنا يلجأون إلى هنري بوتر في محنهم و ضوائقهم , جورج بايلي لا يريد أن يدفن نفسه في هذه البلدة و هو طموحٌ يبدو مشروعاً له , فرانك كابرا ينجح مجدداً في هذا التمهيد ..
المحور التمهيدي الثالث يتعلق بقلب جورج بايلي , القلب الذي تسرقه ماري صديقة طفولته , يجد الشاب في ماري كل ما يكمله و يرضيه , و ماري بالمقابل ( بفعل أداءٍ ممتاز من دونا ريد ) تبدو و كأنما تستحق فعلاً هذا الحب , و الشخصيتان اللتين تديران هذه العلاقة , جورج و ماري , تتمكنان في لقاءهما الأول على الشاشة من أن توصل شعور التكامل و التناغم و الإنسجام الذي يربطهما تجاه بعضهما , فرانك كابرا يتمكن تماماً من تقديم شخصيات حقيقية و قريبةٍ فعلاً من القلب , و ينجح أيضاً في المحور التمهيدي الثالث ..
يوحد كابرا بعد ذلك المحاور التمهيدية الثلاثة : الروح , و الغذاء , و العاطفة في نقطة إنقلابية واحدة و بضربة معلِّم كبير , حادثة وفاة والد جورج تكون قادرة على صنع نقطة الإنقلاب و الإنكسار في الشخصية , فالغذاء سيتوقف على الأقل لفترةٍ من الزمن و لن يكون جورج بايلي قادراً على إرضاء طموحاته في ظروف كهذه , و العاطفة تجمد لأن جورج بات يواجه الآن مشاكل أكبر بكثير من أن تسمح له بالبحث عما يرضي عاطفته , لكن الروح لاتموت , جورج يتعامل مع هذا الإنقلاب بذات روح الشجاعة التي أنقذ بها شقيقه من الموت و أنقذ بها السيد غاوار من السجن , جورج يبدو و كأنما يتخذ قراره بإنقاذ بلدته كلها لأنه رأى ببصيرةٍ نافذة كيف ستنزلق عشرات العائلات متوسطة الدخل في دوامة الإغراءات التي يقدمها هنري بوتر , جورج بروحه الحية يضحي بأحلامه الكبيرة ( أو يؤجلها كما كان يعتقد عندما أقدم على ذلك ) في سبيل هدفٍ يراه أسمى و أهم ..
لاحقاً و عندما يعتقد جورج بعد أربع سنوات من إغتراب أخيه هاري بأن شقيقه سيعود ليحرره و يحمل عنه الثقل الذي على كاهله يعود شقيقه من أوروبا متزوجاً و منضماً للعمل لدى والد زوجته , جورج يضحي مجدداً لأنه رأي السعادة تشع من عيني شقيقه , يؤجل أحلامه مجدداً إلى أجلٍ غير مسمى ( و كأنما بدأ يدرك هذه المرة بأنه في الواقع يضحي بها ) , و ما يثيرني ضمن مشاهداتي المتعددة لهذا الفيلم هو التمكن الذي أظهره كابرا في العمل على ( الحدث ) وحده لتكثيف الصور و المشاعر الداخلية لشخصية جورج , كابرا لا يحاول أن يغوص في المشاعر , هو يرسم الحدث فقط , و يكتفي بجعل مشاهده يراقب ردات الفعل الداخلية بوضوحٍ مدهش دون أن يقدم هذه المشاعر بطريقةٍ سردية بليدة , كل حدثٍ يصيب مسيرة جورج يجعلنا مجرد حدوثه فقط نشعر تماماً بما يعتمل في نفسية الرجل و بما يدور في خاطره , و بنفس النهج يقدم لنا كابرا علاقة جورج بماري التي تتوج بالإرتباط لاحقاً , مشاعر جورج تجاه ماري مقيدة بدافعٍ من روحه الحية لأنه يعلم بأن هناك شخصاً آخراً متيماً بها , شعور جورج هنا يصل للمشاهد بشكلٍ واضحٍ وجلي و دون تعقيد , و من خلال هذه العلاقة أيضاً يبدو كابرا و كأنما يلامس التكامل الذي يشكل ملامح العلاقة بين شخصيتي جورج و ماري , ماري على خلاف جورج تعود إلى بلدتها بعدما أنهت دراستها في نيويورك , تفضل بلدتها الصغيرة على نيويورك , وهو تصرف لا يستوعبه جورج تماماً بحكم الغذاء الذي لطالما تمناه لروحه في تحطيم زنزانتها الضيقة , نسيج معمول بذكاء نص و بذكاء مخرج , أحداث متعاقبة ضمن نسق متناغم تقدم مشاعر بطلنا دون الحاجة لأي تعقيدات سردية أو معالجات سيكولوجية فائضة ..
الأمور السيئة تستمر في اللقاء بجورج في المفاصل المهمة من حياته , ليلة زفافه تواجهه مشكلة القرض الذي رفضه البنك لشركته , حدثٌ آخر يمكننا بمجرد حدوثه أن نستوعب ما يعتمل الآن في دواخل جورج , ليس هذا فحسب بل أننا نبدأ نستشف الآن نوعاً من الرضا و القناعة من جورج تجاه حياته الجديدة و تجاه نمط المصاعب التي تكيف على مواجهتها , و المشهد الذي يحل به جورج هذه المعضلة يبدو بليغاً بدرجة عالية : أولاً تصوير يلامس القلب لرجلٍ يواجه محنة إغلاق شركته ليلة زفافه و يواجه ذلك بشجاعته المعتادة , و ثانياً إمعانٌ في تقديم درجة التناغم بين شخصيتي جورج و ماري , ماري التي تكون هي في الواقع صاحب مقترح توزيع الألفي دولار - التي قررا إنفاقها في شهر العسل - على أصحاب الأسهم في الشركة قبل أن تدعو جورج للسهرة في فندق والدورف المهجور الذي ذكرا أمامه أمنياتهما و طموحات شبابهما , و ثالثاً تصوير ختامي للروح الحية النابضة و المتفائلة رغم قسوة الحياة التي تطحنها , جورج يمنع إغلاق شركته بصرف كل النقود التي في حوزته , تنقضي المدة و يتبقى له فقط دولاران , دولاران يزوجهما جورج ببعضهما و يتركهما في الخزينة لينجبا المزيد من الدولارات !!
في الثلث الأخير من الفيلم يواصل كابرا تأمل الأحلام الكبيرة التي تستمر بالتقلص , صحيح أن أفكار جورج تؤتي ثمارها و يتمكن الرجل من الوقوف في وجه نفوذ بوتر , لكننا لا نستطيع تجاهل المشاعر التي تغمرنا و نحن نراقب وضع جورج الذي لم يتغير , جورج في هذه المرحلة يبدو ناقماً على وضعه , حياته كما هي , منزله كما هو , سيارته العتيقة كما هي , حتى القطعة المكسورة في درابزين درج منزله ما زالت كما هي , و عندما تكشر الحرب العالمية الثانية عن أنيابها , تبدو حياة جورج – على خلاف ما قد تولده فيها بشاعة الحرب – و كأنما تتجدد و تنبعث بفعل الأعمال الكثيرة التي ساهم بها جورج خلال فترة الحرب بعدما منعته إعاقته السمعية من أن يصبح مقاتلاً بطلاً كحال شقيقه هاري , و في الرابع و العشرين من ديسمبر من عام 1945 عندما كان الرجل سعيداً بعودة شقيقه البطل , تتحول حياة الرجل إلى كابوس , هذا اليوم الذي إنتظرناه منذ المقدمة ( الملائكية ) التي أفتتح بها هذا الفيلم يطل أخيراً ليقود جورج إلى المأساة الختامية , مثال الشجاعة و النزاهة في البلدة سيقاد إلى السجن بفعل 8000 دولار فقدها عمه و شريكه في عمله , يتمنى جورج لو أنه لم يولد , و يحقق له ملاكه الحارس أمنيته التي تكشف له في الختام القيمة الحقيقية للحياة , ليس فقط في الوجود بحد ذاته , بل بالأثر الذي يتركه وراءه , بالفعل الذي يقوم به , بالغنى الذي يقدمه لمحيطه , و بالتأثير على العديد و العديد ممن يحيطون به , عبرة عظيمة للغاية قدمها فرانك كابرا بعبقرية عقب تمهيد مطولٍ لها , قصة لا تستمر لأكثر من ربع ساعة على الشاشة لكنها تفجر كل القيم التي ظل المشاهد طوال الفترة الماضية يحاول أن يستشفها من تقديم شخصية جورج بايلي , الفيلم يقول بصراحة بأن العبرة لا تكمن في الفارق بين الحياة التي نعيشها و تلك الحياة التي كان يمكن أن نعيشها , بل تكمن أساساً بين أن نحيا أو لا نحيا , تكمن في قيمة وجودنا و في قيمة غيابنا أيضاً , و رغم قسوة هذا الكابوس إلا أن كابرا يبدو و كأنما يتعمد ألا يظهره بصورةٍ قاتمة , ربما بسبب وجود ملاكٍ حارس يحاول أن يهذب شخصية جورج و لا يعاقبها , و القيمة التي يحاول كابرا تقديمها في هذا الكابوس تصل بشكل جيد كقيمة تهذيبية رفيعة المستوى , لتبدو في ختام هذا الكابوس ( كما ترى جورج , إنها حياة رائعة ) ..
جيمس ستيوارت في أداءٍ موفق جداً , كتلة متحركة من الثقة بالنفس و اللطف و الإستقلالية , إستقلالية نابعة من معرفة الرجل بما يفكر به و ما يطمح إليه و ما يسير عليه , شخصية جورج رغم إستثنائيتها في إتخاذ القرارات الحاسمة إلا أن جورج لم يكن في أي مرحلةٍ من حياته سيد مصيره , بل بالعكس كان في كل مفاصل حياته خاضعاً للظروف العجيبة و الأقدار التي عصفت بحياته و أعادت تشكيل طموحاته , و من أجل ذلك يبدو إنهيار الشخصية نحو الدمار الذي أصابها مقدماً بطريقة موزونة و ممتازة من الممثل الذي يميل الكثيرون لإعتباره أكثر الممثلين المحبوبين في تاريخ هوليوود : جيمس ستيوارت ..
هذا الفيلم الذي أصبح أيقونة الكريسماس السنوية يستحق ذلك فعلاً , ليس فحسب بسبب الفترة التي يدور فيها الحدث الرئيسي فيه , و الهدية التي يتلقاها جورج من كل محبيه ليلة الكريسماس , بل أيضاً للقيمة التضمينية التي تحملها مشاهدة فيلمٍ كهذا لمشاهديه على أعتاب كل سنةٍ جديدة : غسل الهموم التي حملناها طوال عام , و نظرة تقييم البشر لأعمالهم كل سنة و إشعارهم بقيمة ما يمثلونه لمجتمعاتهم .. فيلمٌ عظيم بقصة خالدة و رسالة عالمية جعلته لا يموت أبداً ..
في الختام .. " عزيزي جورج .. تذكر أنه لا يعرف الفشل من لديه أصدقاء .. شكراً على الجناحين " .. هذا واحد من أعظم الأفلام التي شاهدتها في حياتي ..
التقييم من 10 : 10
0 تعليقات:
إرسال تعليق