كتب : عماد العذري
بطولة : دنزل واشنطون , راسل كرو
إخراج : ريدلي سكوت
يحكي فيلم ريدلي سكوت السابع خلال الألفية قصة زعيم المخدرات الأول في هارلم فرانك لوكاس , الرجل الذي نقل المخدرات من آسيا إلى الولايات المتحدة من خلال جثث الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في فيتنام , فرانك لوكاس السائق الشاب الذي قضى حياته المبكرة منتفعاً من بعض الأعمال الصغيرة القذرة التي كان يقوم بها في حي هارلم الشهير إلى أن يحدث الموت المفاجيء لزعيم تجارة المخدرات في الحي , هنا يغتنم الرجل الفرصة ليبني إمبراطوريته الإجرامية ويضرب جميع منافسيه في المدينة من خلال تقديمه أنقى الأصناف بأرخص الأسعار مغذياً سطوته من خلال جمعه إخوته و أقاربه من حوله
في الجانب الآخر شرطي منبوذ ( في دائرة شرطة فاسدة ) يدعى ريتشي روبرتس يصيبه إحساس خفي بأن خيوط تجارة المخدرات قد تغيرت في المنطقة , وعلى النقيض منه شرطي فاسد يدعى تروبو يحاول مقايضة سكوته عن أعمال لوكاس الإجرامية , ومع حملات التفتيش و الملاحقة المستمرة لرجال المافيا في المدينة يبدأ روبرتس بالإستيقان أن هناك رجلاً جديداً ( غامضاً ) يقف وراء تجارة المخدرات في المنطقة , ليبدأ الصدام المنتظر في الفيلم , و رغم كل التناقضات بين الرجلين إلا أن المشترك بينهما يبدو واضحاً , فكلاهما يحاول البقاء و الصمود ضمن بيئته الخاصة التي تنتظر الفرصة لتنقض عليه , برأيي الشخصي هذا واحد من أكثر أفلام ريدلي سكوت الأخيرة صلابة رغم كونه أقلها شخصية و خصوصية , فالبريطاني الكبير خلق مساحة واسعة لطاقم عمله بدءاً من أول جملة في نص ستيفن زيليان إلى آخر قطعة مونتاجية من عمل بيترو سكاليا مانحاً نفسه فقط دور الشخص الذي يضع اللمسة الأخيرة و يبقي كل شيء متماسكاً , وهو على خلاف أعماله الأخيرة ( حتى تلك التي لم تنجح ) إفتقر لحس و روح ريدلي سكوت و خصوصيته , و هو أمر إنعكس سلباً على العمل خصوصاً في المدة الزمنية الطويلة للعرض و المدة الزمنية المتواضعة التي تأخذها أعمال لوكاس الإجرامية مقارنة بتلك المخصصة لحياته و عائلته , أو التضاد المشوه بين الفترة الطويلة التي يستغرقها صعود الرجل و تأسيس إمبراطوريته و حياته مقارنةً مع الفترة القصيرة ( وربما المفاجئة ) التي يستغرقها سقوطه و إستسلامه , جزئية شوهها كون فترة الصعود قدمت بطريقة غير متوازنة على المحورين بسبب عدم وجود توازن أصلاً بين درامية محور فرانك لوكاس و درامية محور ريتشي روبرتس ( المحور المقدم بشكل فائض في نصف الفيلم الأول ) , وهو أمر إنعكس بالتالي على بريق النجمين , فراسل كرو رغم تمكن أداءه إلا أن هذا الدور لم يصنع له , و بالمقابل فإن دنزل واشنطون يبقي إهتمام المشاهد مركزاً على سحره الخاص و جاذبية أداءه الفريدة متجاوزاً كل الثغرات الإنفعالية في أداءاته السابقة لأدوار كهذه ( بإستثناء أداءه الفذ في يوم التدريب ) , في الخلاصة عمل سينمائي صلب رغم مدته و قصوره ..التقييم من 10 : 8
0 تعليقات:
إرسال تعليق